الجزائر

عبد الرّحمن الحاج صالح..جهود في خدمة اللّسانيات وعلوم العربيّة



صدر عن منشورات مؤسسة "دار الجنان للطباعة والنشر والتوزيع" بعمّان في المملكة الأردنية مؤخرا، كتاب جديد للباحث الأكاديمي الجزائري الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة؛ من كلية الآداب واللُّغات بجامعة الشهيد باجي مختار بعنابة، بعنوان: "العلاّمة عبد الرَّحمن الحاج صالح وجهودُه في خدمة اللِّسانيات وعلوم اللُّغة العربية".توزّعت مضامين الكتاب،على قسمين رئيسين، حيث عالج في القسم الأول جملة من القضايا التي تتصل بعطائه العلمي، ولاسيما ما يتعلق منها بمشروع الذخيرة اللغوية العربية وأبعاده العلميّة والتطبيقية، وهو المشروع الذي يقول العلاّمة عبد الرحمن الحاج صالح عنه: "كان لي الشرف أن عرضت على مؤتمر التعريب الذي انعقد بعمّان في 1986م فكرة الذخيرة اللغوية العربية، وفوائدها الكبيرة بالنسبة للبحوث اللغوية والعلمية عامة، وبالنسبة لوضع المصطلحات وتوحيدها، وحاولت أن أقنع زملائي الباحثين على أهمية الرجوع إلى الاستعمال الحقيقي للغة العربية واستثمار الأجهزة الحاسوبية الحالية، وإشراك أكبر عدد من المؤسسات العلمية لإنجاز المشروع لامتيازه بأبعاد تتجاوز المؤسسة الواحدة بل البلد الواحد، ثم عرضت الجزائر على المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هذا المشروع في ديسمبر1988م، فوافق أعضاؤها على تبنيه في حدود إمكانيات المنظمة..وبادرت المنظمة بعد ذلك بمراسلة المؤسسات العلمية العربية والجهات الرسمية المعنية بالتربية والتعليم العالي تطلب منها الإدلاء بالرأي في جدواه وطرق تنفيذه، فتوالت على المنظمة إجابات كثيرة جداً ومفيدة من قبل المؤسسات منها المجامع اللغوية كلها والجامعات ومراكز البحوث والجهات المعنية في وزارات التربية، وأجمعت هذه الإجابات على أهمية المشروع الكبيرة وضرورة الشروع في إنجازه في أقرب الآجال. وعلى إثر ذلك نظّمت جامعة الجزائر بالاتفاق مع المنظمة ندوة أولى لدراسة المشروع، واتخاذ القرارات اللازمة مع خبراء المؤسسات العلمية العربية، وساهم في هذه الندوة عدد من الخبراء والمسؤولين، وخرجوا بتوصيات تخص تنظيم العمل والمشاركة وإنشاء اللجان لمتابعة المشروع، وقد قرّر المشاركون في هذه الندوة الأولى أن تعقد ندوة ثانية يجتمع فيها جميع الممثلين للمؤسسات الراغبة في المشاركة في إنجاز المشروع، وتكرم مركز البحوث والدراسات العلمية بدمشق باقتراح استضافته للندوة في دمشق".
وقد أوضح الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة، أنّ أهداف مشروع العلاّمة عبد الرحمن الحاج صالح تتحدد في رؤيته للذخيرة بصفتها بنك معلومات آلي، حيث إن الهدف الرئيس لمشروع الذخيرة هو أنه يمكن الباحث العربي أياً كان، وأينما كان من الحصول والعثور على معلومات شتى من واقع استعمال اللغة العربية بطريقة آلية، وبكيفية تتم في وقت وجيز. وفي القسم الثاني من الكتاب توقف الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة عند جهوده في خدمة اللسانيات، وتعليمية اللُّغة العربية، ومن بين الدراسات التي قام المؤلف بتقديم مُعالجة تحليليّة لها: تعليمية اللغة العربية وقضايا النظرية الخليلية الحديثة، والبحث اللغوي وأصالة الفكر العربي، والأسس العلمية لتطوير تدريس اللغة العربية وبناء المناهج، وتحديث أصول البحث في التراث اللغوي العلمي العربي، وأنماط الصياغة اللغوية الحاسوبية والنظرية الخليلية، والكتابة العربية ومشاكلها، والكفاية العلمية والتعليمية، وغيرها من الأبحاث والدراسات التي كتبها العلاّمة عبد الرحمن الحاج صالح.
تجدر الإشارة إلى أنّ مؤلف الكتاب هو الباحث الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة؛ الذي نال جائزة ناجي نعمان الأدبيَّة الدّولية في لبنان سنة 2016، في فرع جوائز الاستحقاق عن جهوده، وأنشطته التي شملت جميع الأقطار العربية، وكرّمته مؤسسة جائزة صنّاع الأمل الجزائري بمنحه لقب (سفير الأمل) سنة 2019، وذلك تقديراً لجهوده العلميّة المتميّزة، وإنجازاته في التّأليف، كما نشر مئات الدّراسات الأكاديميّة في مختلف أقطار الوطن العربي، ومقالات في العديد من العواصم العربية، والمدن الثقافيّة مثل: الجزائر، قسنطينة، تلمسان، وهران، بسكرة، تونس، طرابلس، القاهرة، الاسكندريّة، دمشق، بيروت، عمّان، جرش، الكوّيت، سلطنة عُمان، البحرين، الإمارات العربيّة المتحدة، صنعاء، الرّياض، الدّوحة، وغيرها...، وقد كتب الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة بانتظام في العديد من الجرائد الوطنيّة والعربيّة، ونشر مئات المقالات في جملة من الصّحف الجزائريّة والعربيّة، وله مشاركات متنوّعة في النّدوات العلميّة الثّقافية، والأكاديميّة، ودراسات أكاديميّة محكّمة منشورة في مجلاّت عالميّة، وإسهامات في التّأليف، وفي إنجاز تقارير اجتماعيّة، وفكريّة، ومعالجة قضايا تربويّة، وتعليميّة في مختلف المؤسّسات العلميّة، والهيئات الأكاديميّة في سائر أقطار الوطن العربي، وقد نشر دراسات كثيرة في مجلاّت ثقافيّة، وعلميّة محكّمة في العديد من الجامعات العربيّة، وطبعت مؤلفاته في لبنان ومصر والأردن، ومن بين مؤلفاته: "جهود علماء الأندلس في خدمة التّاريخ والتّراجم"، و«الثّابت والمتغيّر في النّص الشّعري الأندلسي"، و«تجليّات في الأدب الأندلسي: مداخل وتحليلات"، و«الشّعريات وتحليل الخطاب الأدبي - مداخل منهجيّة وتحاليل"، و«شذرات من الأدب الجزائري المُعاصر".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)