عبد الحميد مهري يتهم السلطة بـ''تهميش القادة السياسيين للثورة'' ويصرح ''لا أرى مانعا في التوجه إلى مجلس تأسيسي''

انتقد عبد الحميد مهري الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، التهميش السياسي الذي مارسه النظام منذ الاستقلال، عندما عزل القادة السياسيين الذين لعبوا دورا خلال الثورة، من الحياة السياسية .
قال مهري لدى استضافته بالقناة الإذاعية الثالثة أمس، إن رئيس جبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد، أحد هؤلاء المهمشين، ووصفه بـ الزعيم السياسي الذي بإمكانه تقديم الكثير للجزائر . وأوضح بأنه من دواعي سروري العمل مع السيد آيت أحمد ، مشيرا بذلك إلى الرسالة التي وجهها مهري للرئيس عبد العزيز بوتفليقة مطلع العام، المطالبة بالتغيير والتي تبناها زعيم الأفافاس. وأضاف مهري أنا وآيت أحمد ندعو إلى حوار بين كل المسؤولين، وعلينا على الأقل أن نكون قدوة فيما يتعلق بإمكانية العمل معا حتى وإن كانت لدينا تقديرات مختلفة، وهذا هو جوهر المطلب الديمقراطي .
وبخصوص النقاش الدائر حول حرية التعبير على خلفية الإصلاحات السياسية، قال مهري في الإعلام تماما كما في التعددية الحزبية والانتخابات، لدينا نصوص جميلة وعناوين أجمل، لكن الواقع لا يعكسها . وأضاف بأنه عندما كان وزيرا للاتصال دعا إلى منح الحرية التامة للإعلام ، على أساس أنه عندما تكون المعلومة موثوقة وأكيدة ينبغي نشرها مهما كانت النتائج. وبخصوص الجدل الذي يثيره موضوع المجلس التأسيسي، قال مهري إنه لا مانع من التوجه إليه إذا اقتضت الضرورة ذلك . مشيرا إلى أن الأمر يعتمد على الاتفاق السياسي الذي سينجم عن المشاورات . وأضاف إن استدعى الأمر الانتقال إلى مجلس تأسيسي فلن يكون الأمر صعبا، فالمهم أن يتم إشراك كل الجزائريين مهما كانت آراؤهم وتوجهاتهم . وذكر مهري الذي كان سفيرا للجزائر بفرنسا، أن الوقت حان لنعمل سويا مهما كانت اختلافاتنا لنقدم للشعب وجها جديدا للدولة الجزائرية .
واعتبر مهري أن مشكلة النظام الحاكم هي أنه لم يعد صالحا وهذا منذ الاستقلال، لأنه لم يعد قادرا على الاستجابة لمتطلبات الحاضر والمستقبل . وأوضح بأن النظام الذي أسسه الجميع بما في ذلك أولئك الذين كانوا صامتين، يجب أن يتغير بإشراك الجميع .