الجزائر

عبد الحق بن حمودة شهيد الحرية النقابية الذّي أنقذ الجزائر



يستحضر الجزائريون عامة والأسرة النقابية على وجه الخصوص وهي تحيي اليوم الذكرى ال 21 لإغتيال عبد الحق بن حمودة، الأمين العام السابق للإتحاد العام للعمال الجزائريين، وأيقونة وشهيد الحرية النقابية، إحدى أحلك المراحل التي عايشها الشعب منذ الاستقلال والتي لعب الراحل دورا بارزا في إنقاذ الجزائر من تداعياتها التي كانت ستعصف بالبلاد حينها وتدفعها في حضن دوامة الله وحده كان أعلم بعواقبها.عبد الحق بن حمودة أو "شهيد الحرية النقابية" كما يُلقب، الذي سقط بساحة مبنى دار الشعب في العاصمة يوم 28 جانفي من سنة 1997، عندما كان يهم بركوب سيارته، إثر عمل إرهابي جبان، سيكون اليوم محور أحاديث ودردشات الجزائريين بمختلف شرائحهم خاصة منهم الذين واكبوا حقبة الرجل، والدليل ما يحدث من يومين عبر مواقع التواصل الإجتماعي التي هبّ مرتادوها للتذكير بخصال الرجل ونضاله من أجل الديمقراطية والجمهورية ووقوفه ضد محاولات زعزعة استقرار أركان الدولة خلال سنوات التسعينيات، التي عرفت هيجانا مخيفا للمد الأصولي الذي لجأ محركوه إلى العنف المسلح كخيار لإقامة مشروع سياسي بديل للمشروع الديمقراطي الجمهوري، وفي خضّم هرج ومرج تلك المرحلة هم المناضل عبد الحق بن حمودة المعروف بمناهضته للتيار الإسلامي رفقة مجموعة من الوطنيين إلى تأسيس لجنة "إنقاذ الجزائر" التي كانت بمثابة الجدار الوطني الحامي للمشروع الجمهوري، التي دعمت إيقاف المسار الانتخابي في مطلع سنة 1992 ودعت إلى الحيلولة دون استمراره بعدما فازت بدوره الأول الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، ونجح الأستاذ إبن مدينة قسنطينة في تجنيد العمال لصد المد الإسلاماوي، وإرتأى ضرورة تأسيس تنظيم سياسي جديد يملأ الفراغ السياسي والمؤسساتي الذي خلفته إستقالة الرئيس الشاذلي بن جديد وحل البرلمان، ومن هنا شرع الراحل في وضع النواة الأولى للتجمع الوطني الديمقراطي،يجمع مختلف الفعاليات الوطنية والشخصيات السياسية والنقابية من أجل تعزيز المشروع الوطني النوفمبري الجمهوري.
وبتاريخ ال 28 من شهر جانفي من كل عام منذ إغتيال الرجل سنة 1997، تتحسر الجزائر كما يحدث اليوم على فقدان أو خسارة رجل ومناضل إنقرض أمثاله في الوقت الراهن، بحكم أن بن حمودة عرف بدفاعه "المستميت" عن مصالح العمال، وتميز بقدرته على التجنيد والتعبئة في أوساط الطبقات الكادحة، فأقلق جهات مُعارضة لفكرته السياسية في معالجة الأزمة التي عاشتها الجزائر عقب سقوطها في مستنقع العنف الدموي.
للإشارة ولد عبد الحق بن حمودة (الذي كان قد تعرض لأول محاولة إغتيال أشهر قليلة قبل المحاولة الثانية حين كان يغادر مسكنه بالقبة) عام 1946 بقسنطينة وسط عائلة متكونة من 5 إخوة وأختين، عمل في قطاع التعليم، وأدار لعدة سنوات تعاونية التربية والثقافة بمدرسة البرج ببلدية زغاية، ثم إلتحق بصفوف الاتحاد العام للعمال الجزائريين سنة 1972، وتقلد فيه عدة مسؤوليات نقابية، حتى أنتخب سنة 1990 أمينا عاما له، وأعيد انتخابه سنة 1994.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)