فرنسا الاستعمارية لم ولن تتخلى عن الفكر الاستعماري، هذا على الأقل ما توحي به تصرفاتها وسلوكاتها حيال الجزائر، ولأن أحفاد الجنرال ماسو وبيجو وبيجار وغيرهم، فهموا انه يستحيل نهب الجزائر وثرواتها بالقوة، كل القوة، فقد عمدوا إلى تعديل مخططهم من خلال السعي لافتكاك ما عجز عنه الأسلاف عن طريق السياسية، فالسياسة منحتهم الامتياز في الاقتصاد والتجارة والبترول، والسياسة أيضا منحتهم النفوذ والأفضلية، والعقود التجارية أعطتهم امتيازات خيالية....الخ.
زيارة هولاند إلى الجزائر، لا تحمل الكثير للجزائر والجزائريين، فحقيبته على ما يبدو معبئة بملفات من الأرشيف، مفتاحها البحث عن أرضية لشراكة متميزة، تقوم على النظر إلى المستقبل، شراكة لا تحمل في أطرافها مرايا عاكسة، ومعنى ذلك أن فرنسا تريد السياقة بدون الالتفات إلى الوراء، وهنا لابد من التأكيد على أننا كجزائريين لا نستطيع القيادة بدون مرايا عاكسة، بدون الالتفات إلى الخلف، فالخلف لنا يمثل ماض ناصع رغم الآلام التي صاحبته.
مطالبة الأقدام السوداء بممتلكات مزعومة لهم في الجزائر يطرح استفهامات كبيرة حول جانب من جوانب زيارة هولاند إلى الجزائر، ذلك لأن الممتلكات المزعومة في نظرنا لا تعدو أن تكون مجرد ورقة ضغط تخفي وراءها ملفات خطيرة ومصالح ضخمة. ومن هنا وجب التعامل بحذر شديد مع هذا المطلب وغيره من المطالب التي تبدو تافهة لكنها، واحدة من أساليب السعي للاستيلاء بالسياسة، على ما عجزت عنه بقوة الحديد والنار...
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/12/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com