الجزائر

عام جديد.. وهدف وحيد..


* أبو إسماعيل خليفة
لملم عام (2023م) أوراقه وطوى صفحاته ولن يعود وأطل علينا عام (2024م)..
سقطت ورقة من حياتنا بانقضاء عام من أعمارنا حافل بحلوه ومره ورقةٌ انتُزعت من حياتنا.
مرَّت سنينٌ بالوصال وبالهنا * فكأنها من قصرها أيامُ
ثم انثنت أيام هجر بعدها * فكأنها من طولها أعوامُ
ثم انقضت تلك السنون وأهلها * فكأنها وكأنهم ما كانوا
كنا بالأمس نعد العدة لنكتب أهدافنا ورؤيتنا وأحلامنا ورقة سقطت وكأنما أحداثها سلسلة أحلام استيقظنا بعدها على بزوغ ورقة أخرى تشق طريقها للنور لا ندرى ما الله قاض فيها وغيرنا ذهب إلى ما قدّم ونحن لا زلنا أحياء نقرأ هذه الكلمات. قال الحسن البصري رحمه الله: يا بن آدم إنما أنت أيامٌ مجموعة كلما ذهب يومٌ ذهب بعضُك .
ومن لم يزده السّنُّ ما عاشَ عبرةً * فذاك الذي لا يستنير بنورِ
يا رحمكم الله: أنا إلى أن أُوعَظَ فأتَّعظ أحوج مني إلى أن أَعِظَ ولكن أحسن موعظة لي ولكم في هذا اليوم ما جاء في الأثر:
أيها الناس: إن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم وإن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن المؤمن بين مخافتين: أجل قد مضى لا يدري ما الله صانُعٌ فيه وأجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه فليتزود العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته ومن الحياة قبل الموت. فو الذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مُستعتب وما بعد الدنيا إلا الجنّة أو النار وأخرجه البيهقي في الشعب..
فلنحمد الله تعالى على أن أبقانا إلى هذه اللحظات لنعيش في مصاف أهل الخير ونستزيد من عمل الخير من أجل جنة خالدة متذكرين من مضى من الأموات الذين انقطعت آمالهم وارتهنوا بأعمالهم..
آااه ولو متنا لعلمنا كم تساوي ركعة واحدة لدى ميت من الأموات..فالمؤمن في زحمة الحياة بين مخافتين: عام مضى وعام أقبل.
فبادروا أعماركم قبل الفوات فالإنسان يولد مع ضعفه متجها إلى نهايته فكل دقيقة تمر تدنيه من أجله لا ينحرف عن هذه الغاية أبداً ولا يتخلف عن موعدها..
أنفاسٌ معدودة وخطواتٌ محدودة فإذا اكتمل العدد كانت النهاية ويُسدل الستار على إنسان كان..
ختاما.. أسأل الله للجميع عاما جديدا وهدفا وحيدا ألا وهو رضا الله عز وجل وعلينا نسيان الماضي فليست العبرة بنقص البدايات ولكن العبرة بكمال النهايات كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
وأن يتجاوز عنا ما كان في عامنا الماضي من الخطايا والسيئات ويوفقنا في عامنا هذا لعمل الصالحات ويجعله عام خير وعزّ للإسلام والمسلمين. وأسأله اللطف بنا فيما جرت به المقادير إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير..
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)