الشيخ: قسول جلولالجزء الأولما من مناسبة دينية تعبدية تحل علينا إلا وتبرز أقلام مشككة في هذه العبادة أو ماهيتها وكلكم تتبعتم هذه المواقيت التعبدية المرتبطة طبعا بالسنة القمرية وتحديد أوقاتها فكل ما تعبدنا الله به مرتبط برؤية الهلال يقول في محكم التنزيل ((يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)) الآية 189سورة البقرة. فقد كثر التساؤل بين الناس في هذ االأيام عند دخول شهر الله المحرم هل هو صحيح ؟ والحقيقة أن هذا الخلاف قديم جديد وتارة ما يؤدي إلى الاختلاف ...وكما تعلمون أن اختلاف المطالع للشمس أو القمر يبقى قائما ما دامت السموات والأرض ولا يمكن أن يكون هناك توقيت لصلاة الظهر مثلا في جميع دول العالم الإسلامي. وتبعا لذلك فلا يمكن تحديد دخول شهر أول محرم في جميع دول العالم الإسلامي في نفس التوقيت هذه حقيقة لا مفر منها وكم تعلمون أن الحساب الفلكي أو العلمي اتفق أغلب العلماء على أن هذه المسألة أمر تعبدي مرتبط بالرؤيا العينية ....(صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته).مسائلوبقيت هذه المسائل تظهر تارة وتختفي تارة أخرى ويثار حولها الجدل والحقيقة أن المناسبات الدينية أكرمنا الله بها لتحقيق المصلحة في اجتماع كلمة المسلمين وتوحيد عبادتهم في أول محرم...والصوم وعاشوراء والفطر والنسك وقطع دابر الخلاف الذي يؤدي إلى الحيرة والشك والوساوس لدى العامة.وأن مسألة الرؤية موكلة إلى أهل العلم والقضاء والفتوى في جميع الأقطار والأمراء والرؤساء تبع لهم في ذلك ولا أعلم أن أحداً من المسؤولين يعارض في اجتماع الكلمة في ذلك بل الذي أظنه أن ذلك سيلقى قبولاً عندهم لأنهم كعامة الناس قد يحصل عندهم لبس وحيرة. ونعلم أن هؤلاء ليسوا بأولي الأمر ولا من أهل الاختصاص إنما خصصوا أنفسهم وولواأنفسهم بدون أن يوليهم أحد ...لم يتكلموا عن وقفة عرفات ولا عن بداية ذي الحجة والخلاف الذي وقع في هذه المسألة أن الاعتبار في دخول الشهر إنما هو بالرؤية الشرعية لا بالحساب الفلكي فلو بلغنا أن بلداً أعلن دخول الشهر وفق الحساب وعلم النجوم كما هو حاصل اليوم في كثير من البلدان فإن هذا غير معتبر شرعاً لقول العلماء كما يقول بعضهم عندنا وإنما العبرة بالرؤية وثبوتها حسب القواعد الشرعية التي تقوم بها وزارة الشؤون الدينية في جميع الولايات بأمر من ولي الأمر برئاسة المجلس العلمي للولاية والذي أكد أن بداية شهر الله المحرم تكون يوم. وكلام أهل العلم قديماً وحديثاً في إنكار الاعتماد على الحساب الفلكي في دخول الشهر مشهور أننا وإن كنا نتطلع إلى اجتماع كلمة المسلمين في مثل هذه المسائل الفرعية ونرغب من علمائنا وشيوخنا الأفاضل في أقطار الأرض في الوحدة والاتفاق ونبذ الفرقة والاختلاف ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً فيما لا يكون مخالفاً لكتاب الله ولا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإننا نرغب قبل ذلك ونتشوف إلى ما هو أعظم من ذلك بكثير وهو اجتماع الكلمة على توحيد رب العالمين في العبادة والحكم والطاعة وتوحيد المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به ونهى عنه وخاصة في هذه الأيام العصيبة وأن نعلن ذلك على الملأ ونقوله في كل محفل ولا نكتفي بالقول دون العمل ولا بمجرد الشعارات والأعلام المرفوعة ولا بمجرد الدعاء في القنوت وغيره بأن يعز الله دينه ويعلي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.ولا نقف عند كثير في المسائل الفروعية وجنس هذا الاختلاف لابد منه في المسائل الفروعية ولا يضر.إنما الهام: هو النظر في الأصول العظام التي الإخلال بها هادم للدين من أساسه وذلك: مسائل توحيد الله تعالى باثبات ما أثبت لنفسه في كتابه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات اثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل. وكذلك توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وكذا توحيد الاتباع والحكم بين الناس عند النزاع لا نترقبوا هذه المناسبات وجمعها بمناسبات أخرى بسوء الظن ...وتظنون بأنكم أولى بهذه الأمور من غيركم ......كما يقال ((كلامكم خطأ يحتمل الصواب وكلامنا صواب يحتمل الخطأ)) هذا هو الحقيق بأن يهتم به وتعقد المجالس والمجتمعات لتحقيقه وتطبيقه.لذا لا أرى ولا أوافق على هذا التشاحن ومن ورائه التباغض الذي هو بخصوص النظر فيما يتعلق بأهلة المحرم وعاشوراء والفطر ونحوهم. روى مسلم في صحيحه بإسناده عن أبي البختري قال ((خرجنا للعمرة فلما نزلنا ببطن نخلة قال: تراءينا الهلال فقال بعض القوم هو ابن ثلاث وقال بعض القوم هو ابن ليلتين. قال: فلقينا ابن عباس فقلنا: إنا رأينا الهلال فقال بعض القوم هو ابن ثلاث وقال بعض القوم هو ابن ليلتين فقال أي ليلة رأيتموه؟ قال فقلنا: ليلة كذا وكذا. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله مدَّه للرؤية فهو لليلة رأيتموه)).الأقوال في هذه المسألة فقال [وقد اختلف العلماء في ذلك على مذاهب: أحدها: لأهل كل بلد رؤيتهم. وفي صحيح مسلم من حديث ابن عباس ما يشهد له وحكاه ابن المنذر عن عكرمة والقاسم وسالم وإسحاق وحكاه الترمذي عن أهل العلم ولم يحك سواه وحكاه ثقي النظر في فقه الحديث فإما أن يقال باختلاف المطالع أو الأقاليم أو بعد المسافة بين البلدان كما ذكر ابن عبدالبر في مثل الأندلس وخراسان.وعليه فإننا في هذا الزمان نرى أن العلم بالرؤية يحصل للجميع في نفس الوقت عبر وسائل الإعلام ولكن الأمر التعبدي أي أن النظر أمر تعبدي وصيام عاشوراء أمر تعبدي ...طاعة لله ربي العالمين كمثل الصيام في الشتاء والإمساك عند الشروق إلى الغروب قد يصل إلى أقل من 12ساعة ولكن هل يمكن لنا أن نضع عملا حسابيا ونصوم في الصيف 12ساعة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/10/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إمام بمسجد حيدرة العاصمة
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com