الجزائر

عاشوراء بين السنة والشيعة واليهود



عاشوراء بين السنة والشيعة واليهود
بقلم: ناجح إبراهيم*
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسأل عن السبب فقالوا: هذا يوم أنجى الله فيه موسى ومن معه من المؤمنين وأهلك فرعون وجنوده الظالمين لم يقل الرسول يومها: ما شأننا وشأن اليهود وما لنا بموسى ونجاته وفرعون وغرقه وهذه أمم خلت من قبل وهذا نصر لنبى آخر وأمة غير أمتنا.
oولكنه اعتبر أن هذا اليوم بمثابة عيد ونصر للمسلمين كما هو عيد لبنى إسرائيل لأن الحق جمعهما فى هذه النقطة فأمر بصيام عاشوراء وزاد عليه صوم يوم قبله أو بعده لتتميز شريعته وتزيد فضلا عن شريعة بنى إسرائيل.
oيوم نصر موسى يوم عز وفرحة وعيد لكل محبى الحق من أتباع موسى أو عيسى أو محمد فالرسل تتكامل وتتعاون وتتآزر والأمم الصالحة تفرح بنصرة الحق وزهق الباطل عند بعضها البعض فى أى زمان ومكان.
oيوم عاشوراء يوم من أيام الله والقرآن أمرنا بأن نتذكر ونذكر بأيام الله وَذَكِرْهُم بِأَيَامِ اللَهِ فهو ذكرى جميلة لنصر عزيز لنبى كريم من أولى العزم من الرسل موسى بن عمران عليه السلام ولأمة بنى إسرائيل من أتباعه التى حملت لواء الحق فترة من الزمن حتى حاد أغلبها عن الحق والخير فقتلت الأنبياء والمرسلين فنشرت بالمنشار زكريا وذبحت السيد الحصور يحيى وحاولت قتل عيسى عليه السلام وكذبت محمد ص وانحازت إلى مشركى قريش الوثنيين رغم أن أمة بنى إسرائيل هى التى حملت لواء التوحيد والهداية فترة طويلة من الزمان وكان ينبغى عليها أن تناصر النبى محمد ص الذى يرفع نفس اللواء ولكن الهوى حملها على عداوته.
oالأمر النبوى بصيام تاسوعاء وعاشوراء هو تدشين عبقرى من نبى الإسلام العظيم يلزم المسلمين حتى قيام الساعة بالاحتفال بهذا النصر وتذكره ومتابعته وعدم نسيانه.
oثم سار الزمان مسيرته وإذا بالحسين سيد شباب أهل الجنة يقتل ظلما وبغيا فى يوم عاشوراء أيضا وإذا ببعض الشيعة يحولون يوم الفرح بموسى ونجاته ومن معه إلى يوم حزن وألم ولطم وجرح البعض لأنفسهم فى سابقة فريدة لم تحدث فى تاريخ الإسلام.
oوبعض متطرفى الشيعة يتخذ من هذا اليوم العظيم كل عام منطلقا وحافزا للصراع الطائفى مع السنة وكأن السنة فى زماننا هم الذين قتلوا الحسين أو رضوا عن ذلك أو أقروه ويصورون لأنفسهم أنهم يحبون الحسين أكثر من أهل السنة ويختصرون الصحابة جميعا فى الحسين رضى الله عنهم جميعا فقد قتل من قبل حمزة بن عبدالمطلب أسد الله وأسد رسوله وهو أعلى مكانة من الحسين وقتل عشرات الصحابة تحت التعذيب مثل ياسر وزوجته وغيرهما ولم يفعل أحد من الصالحين أو أئمة الدين مثل هذا اللطم وجرح الأنفس حزنا على هؤلاء.
oإننى أناشد المراجع الشيعية العاقلة الكبرى أن تقف موقفا حازما وجادا من تحويل ذكرى عاشوراء من فرح ونصر إلى مأتم وعويل ومن أخذها منطلقا لكراهية أهل السنة وتحميل دم الحسين لأجيال السنة التى لم تشهد هذا اليوم وقد لا تعرف عنه شيئا وهى تحب الحسين والصحابة أجمعين حبا جما.
oوعلى المراجع الشيعية الكبرى أن تنهى شبابها عن فكرة اختصار واختزال الصحابة رضوان الله عليهم فى الحسين فالصحابة الأجلاء عددهم يزيد على مائة ألف بينهم الشهداء والعلماء والزهاد والقادة وعباقرة السياسة والحرب.
oوالغريب أن معظم عوام الشيعة يختصرون الصحابة فى آل البيت ويختصرون آل البيت فى الحسين ورغم عظمة ومكانة الحسين إلا أن هذا الاختزال يضر الدين والإسلام ويضر أصحابة فأين الحسن بن على صاحب الكرم والجود والإيثار وصاحب الصلح العظيم الذى حقن دماء الملايين والذى منحه الرسول وسام إن ابنى هذا سيد وسيصلح الله به بين طائفتين من المسلمين فأين أبو بكر يوم الردة ويوم الهجرة وأين عمر أعظم حكام التاريخ ورائد العدل السياسى والاجتماعى ومحاسبة الحاكم لنفسه وأسرته وأين خالد فى اليرموك وسعد فى القادسية وبلال سيدنا وربح البيع يا صهيب وعثمان الذى نال وسام ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم وعلى بوابة العلم والفضل والسبق وغيرهم وغيرهم مما يطول ذكره ويصعب حصره؟! .
oيوم عاشوراء لا يصلح أن يكون يوما للطم الخدود وتمزيق الملابس وضرب المسلم لنفسه حتى ينزف جسده دما لينقل ذلك على كل الشاشات فيسىء إلى الإسلام وأهله أين هذه الصورة المزرية من نداء النبى ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ؟
oوإذا كان الشرع الحنيف ينهى الأم التى مات ابنها الشاب منذ دقائق أن تفعل ذلك فكيف يقبل ذلك على رجل مات منذ قرابة 16 قرنا من الزمان مهما كان فضله؟!
oولو كان الحسين حيا هل كان يرضيه ذلك أو يقبله ممن يخالفون هدى جده المصطفى (ص).. اللهم لا ؟!.
oهذه الأجيال من الشيعة لم تخذل الحسين حتى تفعل بنفسها هكذا وهذه الأجيال من السنة بريئة من دم الحسين وكلاهما السنة والشيعة الآن لم يكونا طرفا فى أى صراع بين الصحابة ولا يليق أن تتحول ذكرى عاشوراء من الفرح بموسى عليه السلام وهو أعلى مقاما من الحسين ومن كل الصحابة وأرفع درجة إلى البكاء والعويل على الحسين وتحويل ذكرى النصر إلى ذكرى هزيمة ويوم الفرح إلى العويل واللطم.
oلقد أكل الصراع الشيعى السنى الأخضر واليابس واتخذ من ذكرى كربلاء وعاشوراء نواة وأداة مستمرة لتأجيج هذا الصراع وضمان استمراره واشتعاله.
oووالله.. إن استمر هذا الصراع الذى لا يقف عند حد فلن تكون هناك أمة عربية أو إسلامية فلا مناص من صلح تاريخى بين السنة والشيعة ولا بديل عن التعاون والتآزر بينهم ولابد أن يرجع الجميع إلى كتاب الله وسنة رسوله ويضعوا هذه الأحقاد والضغائن التى تغذيها الصراعات السياسية فى حقيبة سوداء ويتم دفنها ويجرم من يخرج شيئا منها كما فعلت أوروبا لإنهاء الصراع الكاثوليكى البروتستانتى لتعيش فى السلام الذى نراه اليوم.
oالصراع السنى الشيعى هو صراع سياسى فى الأساس يتخذ من الدين وكربلاء وعاشوراء ستارا ودثارا لا تجد بعض الدول ستارا لأطماعها وحشدا لأنصارها إلا بهذا الصراع الذى يدشن الميليشيات تلو الميليشيات بدء من الحشد الشعبى وانتهاء بداعش والقاعدة.
oاللهم أنقذ هذه الأمة التى تفرق شملها وأصبح بأسها بينها شديدا وغفلت عن أعدائها الحقيقيين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)