الجزائر

عادة ورثها سكان المدية أبا عن جد استقبال رمضان بالبغرير المعسل..



لكل منطقة عاداتها وتقاليدها في استقبال شهر رمضان المبارك، وقد اعتادت عائلات في المدية على تحضير طبق ”البغرير” ليلة قبل حلول رمضان. إذ تقول السيدة مريم من المدية:”هي عادة قديمة ورثناها عن أجدادنا، فالكل يحضر طبق البغرير المعسل، استضافة للشهر الكريم وتفاؤلا بطعمه الحلو”.أما بخصوص الأطباق التي تزين المائدة اللمدانية خلال الشهر الكريم فتشتمل على ”الشوربة” التي تحضر باستعمال الكثير من الخضر واللحم والفول المجفف، وتنكّه بتوابل الحامولي الشهيرة التي تكسبها طعما لا يقاوم، تقدم مع ”البوراك”، بالإضافة إلى سلطات الخضر وطبق الحلو. أما بقية الأطباق فتختلف باختلاف المواسم التي يحل فيها رمضان. ولأن المنطقة ذات طابع فلاحي وحيواني، فإن أهلها معتادون على استهلاك الكثير من أنواع الخضر واللحوم، وهو ما ينعكس في أطباق خاصة مثل ”طاجين اللسان” الذي يحضر بلسان البقر والجزر والزيتون، ”الزلوف” وهو رأس الخروف الذي يقطع ويغلى ثم يطهى مع الثوم والحمص والكثير من البقدونس، ”العصبان” واحدة من أشهر وأشهى أكلات المنطقة، تصنع من أمعاء الخروف ويتم حشوها بالأرز والخضر واللحم، ”الدولمة”.. خضر محشوة باللحم المفروم. ورغم صعوبة تحضير هذه الأطباق، إلا أن نساء المدية المعروف عنهن مهارتهن في الطبخ والاهتمام الكبير بالعائلة، لا تتوانين عن إعدادها حتى في أكثر المواسم حرا أو بردا، فيما يبتعد سكان المدية عن استهلاك البقول الجافة والعجائن والأرز في شهر رمضان، ليترك المجال للأطباق التقليدية.
أما السّهرات الرمضانية في المدية فهي فضاء دافئ تجتمع فيه كل العائلات بعد الانتهاء من صلاة التراويح، حول أطباق الحلوى التقليدية على اختلافها ”المحنشة”، ”الصامصة”، ”الزلابية”، ”قلب اللوز”، وسط الأحاديث والقصص الشيقة.
تفتح أبواب بيوت العائلات المقتدرة ومتوسطة الحال في المدية كما في كل المدن الجزائرية والعربية عموما، طيلة أيام رمضان للفقراء والمعوزين وعابري السبيل لتقاسم وجبة الإفطار. وتقول الحاجة خدوجة، إنها وكثير من أهل المدينة مثلها يُسعدون بمساعدة المحتاج واستقبال الفقراء خلال الشهر الفضيل للظفر برحمة الله وأجره. ومن بين مظاهر التراحم بين أهل المدينة في هذا الشهر، تقول السيدة مريم إن كل عائلة تملك بئرا تقوم ببناء عين للتصدق بالماء على باقي سكان الحي، وذلك طيلة أيام السنة وليس خلال رمضان فقط. أما أصحاب مصانع الأحذية التي تشتهر بإنتاجها مدينة المدية، فيتصدّقون بأحذية العيد على صغار العائلات الفقيرة، ما يعكس تضامن السكان وسعيهم الى التسابق في الخيرات خلال هذا الشهر المبارك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)