الجزائر

عادة مازالت تقاوم الزمن وتفرضها الظروف البليديون يفضلون ذبح خروف في رمضان



عادة مازالت تقاوم الزمن وتفرضها الظروف                                    البليديون يفضلون ذبح خروف في رمضان
تشكل عادة ذبح خروف في الايام الاولى للشهر الفضيل أو في منتصفه تقليدا تعارفت عليه الكثير من العائلات البليدية، حيث يمكن ذلك ارباب الاسر من "الاطمئنان" الى نوعية اللحم الذي يستهلكونه، وإن كانت هذه العادة قد تراجعت كثيرا في السنوات القليلة الماضية إلا انها ما زالت تقليدا راسخا لدى بعض الاسر التي تفضل لحما طازجا في رمضان، فيما يتمسك آخرون بهذا التقليد تخوفا من الوقوع في مصيدة اكل لحوم قد تكون "لأي" شيء آخر عدا الخرفان. ببلوغه عتبة 1300 دج للكيلوغرام الواحد صار لحم الخروف في مقام بعيد عن جيب ومطبخ الاسر البليدية التي قللت من اقتنائه كونه هادم الميزانية الاول بنظرها، وقد ساعدها في ذلك تزامن حلول شهر الصيام مع فصل الصيف اين يقل الاقبال على الاطباق الدسمة، فصار بالامكان غض الطرف عن الجزار والاسعار التي يرفعها والتي لا تقل لسعتها عن لسعات الحرارة التي تميز الفصل.
غير أن عائلات اخرى لاسيما منها تلك التي مازالت تقيم الولائم في هذا الشهر على شرف افراد العائلة تجد نفسها مضطرة للتعامل مع واقع أسعار جنونية في سوق يغيب عنه التنظيم لصالح مغالاة لا صلة لها بشهر الرحمة وهو ما يجعلها في آخر المطاف تعود الى عادة قديمة هي ذبح خروف عشية الشهر الكريم فيكون المؤونة التي تحفظ لدعوات الافطار نكهتها الخاصة التي تميزها مختلف الاطباق التقليدية وإن لم يكن استهلاكها أمرا مضمونا من قبل المدعويين الذين لا يشذون عن قاعدة غالبية الصائمين بالتوجه نحو أكلات خفيفة على حساب ما يقدم لهم من غير ذلك.
وعن هذا تحدث لنا عمي التوفيق من مدينة الصومعة بالقول" لازلت احافظ على عادة ذبح كبش في بداية كل رمضان فلا أضطر بذلك للتوجه نحو الجزار في كل مرة أقيم فيها دعوة لبناتي وأزواجهن أولأي فرد من افراد اسرتي" وأضاف عمي التوفيق "انها من عادات آبائنا ونحاول أن نحافظ عليها قدر الامكان".
من جهته؛ قال لنا رشيد انه اب لعائلة كبيرة والكليوغرام الواحد من اللحم الذي يشتريه يضيع في طبق الشوربة لوحدها خاصة وأن تحايل الجزارين في تمرير العظم قبل اللحم امر لا مفر منه فيفضل بذلك ذبح كبش والحصول على لحمه دون أي مراوغة.
وتبقى بذلك هذه العادة الضاربة في جذور المجتمع البليدي تقاوم التغيير الذي جعل منها تتراجع بحسب الكثير من الأسر بسبب تغير نمط الحياة وأفول نجم التقاليد التي كانت وإلى وقت ما ميزة راسخة لدى سكان مدينة سيدي الكبير.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)