عالج الفقهاء بعض القضايا والمسائل، التي كانت تحدث للناس في حياتهم اليومية، وتدل هذه المسائل على إشارات واضحة ودقيقة، للواقع الذي كانوا يعيشونه، فقد كان الحمام العمومي الذي يعني لغويا الماء الحار(280)، مثار جدل، ونقاش حاد بين الفقهاء، ظهرت من خلال فتاوى عديدة ما بين مانع ومبيح بشروط(281)، إلا أن الرأي الغالب كان مع هذه المستحبة، لأن وظيفة الحمام وظيفة اجتماعية هامة، تقدم خدمات صحية جليلة للمسلمين، وهي تنظيف أبدانهم وتطهيرها، وصار الاغتسال في الحمام تقليدا محببا في المجتمع التلمساني، وعادة مفضلة للرجال والنساء على حد سواء.
وكانت النساء من مختلف الأعمار، لا تتأخرن عن الذهاب إليه في مناسبات عديدة، وقت الزواج والولادة، وقبيل الأعياد، وكانت بعض الحمامات خاصة بهن، غير أن الكثير منها بمدينة تلمسان، تستعمل للرجال والنساء، ولكل جنس وقت معين، توضحه إشارة توضع في الباب تدل على فترة الرجال أو النساء(282).
إذا أراد أحد الرجال التحدث لزوجته، نادى على مستخدمة، وهي عادة تكون من الوصيفات في كثير من الأحيان(283).
يقوم الخدم أو الدلاكون بدلك، جسم الزبون وتنظيفه في الغرفة الساخنة، ولكل زبون الحق في دلوين اثنين من الماء الساخن، وإذا زاد عن ذلك دفع ثمنه نقدا(284).
وقد جرت العادة، أن يتسلى رواد الحمام بالماء الساخن وبمختلف ضروب التسلية، يغنون بأعلى أصواتهم، وقد شدد المحتسب، على الذين يستحمون بدون مئزر أو نحوه، وجعل هذا السلوك من المنكرات، التي يعاقب عليها صاحبها(285)، وألزم التفريق بين الصبي، والكبير وبين البنت والمرأة الكبيرة وحارب الشبان، الذين كانوا يتعرضون للنساء على جانبي الطريق المؤدي إلى الحمام(286)، وكانت أغلب الحمامات بمدينة تلمسان موقوفة على المساجد والمدارس والزوايا(287).
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com