الجزائر

عائلة من 7 أشخاص تعيش داخل مغارة منذ 6 أشهر في تلمسان



عائلة من 7 أشخاص تعيش داخل مغارة منذ 6 أشهر في تلمسان
الأم وزوجها و5 أطفال مرضى بالربو ويقتاتون من تبرعات المحسنين
تحولت، منذ تاريخ 18 أكتوبر 2017، حياة عائلة «عبد الهادي سعيدوني» المتكونة من 7 أفراد، وهم الزوجان وأطفالهما الخمسة، بينهم توأم لايزالان في مرحلة الرضاعة، إلى جحيم لا يطاق، بعدما رمتهما الظروف القاسية إلى الشارع، إثر احتراق مسكنها القصديري ولم تجد هذه العائلة سوى مغارة تتوسط المرتفعات الجبلية بمنطقة بودغن مأوى لها، أمام تخلي السلطات المحلية عنهم وحالة الفقر المدقع التي حالت دون توفير مستحقات مسكن تؤجره مؤقتا لحفظ ماء وجهها.
بعد الكارثة التي ألمت بالعائلة، وإلى يومنا هذا، تنتظر هذه الأخيرة التفاتة السلطات الوصية لانتشالها من أزمة السكن، حيث تعيش هذه العائلة لأزيد من 6 أشهر تتذوق كل أشكال البؤس والحرمان في كهف مظلم لا يصلح حتى لإيواء الحيوانات والحشرات التي تغزو المكان، وقد تسببت الرطوبة العالية به في إصابة الأطفال الخمسة بمرض الربو والحساسية، حيث يعرف وضعهم الصحي تعقيدات مستمرة بفعل عيشهم في محيط غير صحي تنعدم فيه التهوية وتكثر فيه الأتربة المتناثرة.

ولتسليط الضوء أكثر على الوضع المزري لهذه العائلة، زارتها «النهار»، نهاية الأسبوع الماضي، حيث كانت ربة الأسرة تنتظرنا على أحر من الجمر لنقل معاناتها إلى السلطات الوصية، وبمجرد وصولنا إلى عين المكان، أفزعنا مشهد الغار أكثر، فمدخله فوهة كبيرة ومخيفة، وتعتمد العائلة على القهوة والخبز كغداء وعشاء دائم لها لتخفيف جوعها، أمام استحالة توفير الأكل يوميا باستثناء ما يقدمه بعض المحسنين، أمام غياب المسؤولين لتفقد حال العائلة طوال ستة أشهر كاملة من العذاب التي تنوعت بين الفقر والمرض والتشرد. وأمام هذا المشهد التراجيدي، استغاثت أم الأطفال الخمسة برئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، واضعة فيه كل الأمل والثقة لإخراجها من هذه المحنة، أين رفعت لافتة تخاطبه فيها وتستعطفه، بعدما خاب ظنها في المسؤولين المحليين.

الأم المغلوبة على أمرها، واصلت حديثها عن مسلسل البؤس الذي لم يفارقها منذ بدأت حياتها الزوجية، حيث فقدت والديها وتعرض كوخها القصديري للتلف في حريق مجهول السبب، وها هو البؤس يتفاقم ويزداد انتعاشا مرة أخرى داخل الغار الذي ينتظر انهياره فوق رؤوس الأطفال في أية لحظة، وبكثير من التحسر والأسى، بكت هذه السيدة بحرقة إهمال السلطات قائلة «يا سيدي إذا ما اعتبرتونيش كمواطنة جزائرية، على الأقل أعطوني حق اللجوء كي أعيش ما تبقى مع أبنائي في أمان.. أريد أن تحسسوني أني مواطنة من أم وأب جزائريين، وزوجي الذي تجاهلتموه ورفضتم الاعتراف بحقه وهو ابن مجاهد، فمتى تلتفتون إلينا، هل تنتظرون هلاكنا ردما في الغار»، وأنهت كلامها وكلها أمل أن يتحقق الفرج بعد هذا المسلسل الطويل من الهم والغم، مشيرة في نفس السياق إلى تكفل جمعية «رتاج» الخيرية لحماية الطفولة بوضع عائلتها في هذه الفترة، حيث تم إخطار الهيئة الوطنية لحماية وتربية الطفولة من أجل تمرير انشغال هذه العائلة المنكوبة إلى مصلحة الوسط المفتوح على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي للتدخل قبل فوات الأوان، كما تم إبلاغ والي تلمسان بهذه القضية وليومنا هذا تترقب العائلة زيارة والي تلمسان لهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)