نشرت : المصدر موقع جريدة "الشروق" الأربعاء 21 يونيو 2017 13:28 "خالي أنا نحبك بزاف في قلبي، رايحة نتوحشك" هي بضع كلمات رددتها الملاك البريئة دينا ابنة شقيقة الدكتور القروي بشير سرحان، قبل أن تغرق في بحر من الدموع والكآبة، كحال جميع أفراد العائلة بعدما خيم جو من الحزن على مسكنهم منذ الساعات الأولى من الإثنين، إثر مقتل ابنها الدكتور في القانون ب20 طعنة وضربات مطرقة على يد طلبة، حسب إفادات عائلة الضحية.بعيون دامعة حال بياضها أحمر قاني وقلوب يعتصرها الألم والوجع استقبلتنا الثلاثاء، عائلة القروي في منزلهم الكائن بحي ديار الخدمة بالسمار، ليحكوا لنا تفاصيل اليوم الأخير قبيل جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها الدكتور في القانون بكلية الحقوق جيلالي بونعامة بخميس مليانة، القروي بشير سرحان، عندما باغته المجرمون ليوجهوا إليه ضربات قاتلة بالمطرقة. الوالد أبو بكر القروي: هل أصبح جزاء الأستاذ القتل؟يحكي لنا القروي أبو بكر، والد المقتول عن يوم الحادثة المصادف ليوم الأحد 18 جوان فيقول: ابني البشير سرحان الذي سميته على اسم فلسطيني تضامنا مع القضية يبلغ من العمر 44 سنة، متزوج وأب لطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات، وزوجته حامل في شهرها الثامن بالفتاة الثانية، يقيم بسكن وظيفي بخميس مليانة، ونظرا إلى ظروف حمل زوجته نقلها إلى منزلها العائلي بينما جاء هو عندنا، أمضى برفقتنا 12 يوما في رمضان. وفي يوم الحادثة توجهنا معا إلى مسجد الرحمان بعين النعجة، لأداء صلاة التراويح ثم عدنا معا، تركني عند مدخل المنزل وذهب ليجلس رفقة أبناء الحي كعادته لكنه تأخر في العودة اتصلنا به عدة مرات من دون جدوى، وعند الرابعة صباحا رد على هاتفه رجال شرطة قدموا لهم التعازي وطلبوا منهم التقرب من مركز الشرطة.يواصل والده الذي كانت دموعه تنهمر وهو يعيد تفاصيل اليوم المشؤوم اعتقدت أن الأمر يتعلق بحادث مرور، في الصباح عندما ذهبت إلى المركز أخبروني أن سكان عمارة ليست مأهولة في تيبازة هم من وجدوه وأبلغوا مصالح الأمن، بعدما اعتدي عليه من قبل ثلاثة أشخاص ولاذوا بالفرار، ليعاد بعدها استدعائي أين أخطروني بتوقيف المجرمين. وتساءل الوالد في الأخير: هل أصبح جزاء من يدرس الأجيال هو القتل؟ والدة الدكتور: كان هادئا ولا يحب المشاكلوالدة الدكتور بشير سرحان بدت وكأنها غير مصدقة فظلت تردد عبارة "غدروه... موت الخدعة"، هو الخامس من أبنائي كان هادئا جدا، عندما يدخل المنزل يتمدد ويشاهد التلفزيون فقط، لا يتحدث كثيرا ولا يحب المشاكل، لقد ربى "دنيا" ابنة شقيقته اليتيمة صاحبة السبع سنوات وكأنها ابنته، وهي من طلبت منه الحضور بعدما أخبرته أن طاولة الإفطار فارغة فجاء ليصوم برفقتنا 12 يوما كان يحبني كثيرا رحمه الله لا أطلب من العدالة سوى تطبيق القصاص.طلبته: حرمونا من أستاذنا الذي علمنا الحقومن بين الحضور أيضا طلبة الدكتور المغتال، يدرسون في السنة الثالثة قانون خاص، اجتمعوا مصدومين يبكون أستاذهم الذي طلب منهم قبل أيام قليلة "السماح" على أمل أن يلتقيهم السنة المقبلة في الأولى ماستر. يقول الطالب: ديداوي رضا: لقد كان في قمة التواضع، موسوعة في العلم، صريح في كل شيء لا يتعامل بالمحاباة لذا كانت صدمتهم كبيرة برحيله المفاجئ، ليناشد الوزير إظهار الحقيقة وكشف هوية من غدر بأستاذهم.وهو ما أكده الطالب سعيدي محمد أمير، يدرس في نفس السنة فقد كان أستاذه محترما للوقت يرافقونه للإدارة كي يعيد شرح الدروس لهم، وفي الدورة الاستدراكية الأخيرة ألقى القبض على مجموعة من الطلبة كانوا يغشون باستعمال "البلوتوث" فوقعت مناوشات بينهم ومثلوا أمام المجلس التأديبي.في الوقت الذي لم يكف لسان طالبه مغوفل ميلود عن ترديد عبارة "حسبنا الله ونعم الوكيل"، فقد كان أول درس تلقاه في الجامعة عندما كان في السنة الأولى من قبل الدكتور المغتال "نظرية الحق" فهو من علمهم الحق، وفي نهاية هذا الفصل تحصلوا على شهادة ليسانس طلب منهم "السماح" على أن يلتقوا السنة المقبلة في الأولى ماستر لكن المجرمين حرموهم منه. عميد كلية الحقوق بخميس مليانة: القضية لا علاقة لها بالجامعةقال عميد كلية الحقوق بجامعة خميس مليانة طاهر محمد بن حاج الثلاثاء، إن قضية مقتل الأستاذ قروي "لا علاقة لها بالجامعة". وتساءل بن حاج "لماذا وقعت الجريمة خارج الولاية (عين الدفلى)؟ الضحية يقطن بخميس مليانة، وكان عند عائلته بالعاصمة، قبل أن يتنقل إلى تيبازة، هناك حلقة مفقودة سيكشفها التحقيق".وتابع العميد، في تصريح لموقع "كل شيء عن الجزائر"، قائلا: "ما هو مؤكد حاليا، هو أن القضية لا علاقة لها بالجامعة، إلا إذا أثبت التحقيق عكس ذلك مستقبلا".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/06/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : موقع جريدة الشروق
المصدر : www.elheddaf.com