تشهد شوارع مدينة قالمة هذه الأيام انتشارا واسعا للاجئين الماليين من بينهم عائلات وأطفال يجوبون الشوارع ويتخذون من زواياها أماكن لاستعطاف الناس، وينتقل الأطفال هنا وهناك في ظروف عادية جدا وكأنهم جزائريون دون خوف أو خجل، ولكنهم دائما تحت الرقابة الأمنية.وحطت "السلام" رحالها في كثير من النقاط التي يتواجد فيها هؤلاء الفارين من جحيم الحروب والتقاتل في الساحل الإفريقي، والنقطة المحورية الأولى هي محطة نقل المسافرين بالجهة الشمالية للولاية، تربط بين قسنطينة وسكيكدة وعنابة، هذا الموقع إن صح التعبير مكان يعج بالمسافرين عله في نظر هؤلاء يدر عليهم تبرعات المارة والعابرين للولايات الأخرى. كما اتخذت هذه العائلات من الأماكن المخصصة لوقوف المواطنين داخل المحطة بيوتا لها غطتها بالأفرشة الموهوبة.وأهم ما سجلناه من ملاحظات أن تلك العائلات تمارس عاداتها وتقاليدها وكأنها في بيوتها بموطنها الأصلي، حيث يشاهد المارون والعابرون من المواطنين عادات مع تصاعد دخان الكانون الذي منصب عليه قدر من الطين ومن الفولاذ ويشترك النسوة مع بعضهن البعض في إعداد وجبة غذاء أو عشاء. وتقول مصادرنا أن بعضهن وضعن حملهن هنا في التراب الجزائري.غزو الماليين شوارع قالمة خلف الكثير من التعاطف لدى المواطنين الذين يرون صورا مؤلمة في نساء ماليات يحملن أطفالا، يبكين من شدة الجوع.وبخصوص الأمراض التي قد يحملونها وعلى رأسها الملاريا، قالت مصادر إن عدم مراقبة الوافدين من مالي يجعل من خطر الإصابة بعدد من الأمراض يتزايد، ويتساءل الناس عن عدم التدخل للمصالح الصحية وإجراء فحوصات لهؤلاء لتجنب انتقال أمراض قد تكون خطيرة وتنتشر كالغبار في سماء الدنيا وبين المواطنين. وقالت المصالح الصحية إنها قامت بإجراءاتها القانونية تجاه هؤلاء الوافدين، وهو ما لم يطمئن له المواطن الذي تبقى تخوفاته قائمة بخصوص الانتشار الكبير لهؤلاء عبر مختلف الشوارع والساحات العامة وتبقى إقامة هؤلاء بطريقة فوضوية إلى أن يتقرر مصيرهم في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها الساحل.
تاريخ الإضافة : 27/05/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : توفيق ق
المصدر : www.essalamonline.com