تحضير حلوى العيد هي عادة دأبت عليها الأسر الجزائرية، ومثلما تنوع في الأطباق الرمضانية، فهي تنوع، أو تحاول دائما أن تنوع في الحلويات المقدمة نهار العيد، والتي عادة ما يتم التحضر خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، بل قبل ذلك، ولكنّ بعض العائلات صارت تفضل شراء تلك الحلويات، وذلك تفاديا لشراء المستلزمات باهظة الثمن من جهة، ومن جهة ثانية تفاديا للجهد الذي يرافق ذلك التحضير.مصطفى مهدي
غم أن البعض يرى أن الحكمة من تحضير حلوى العيد ليس تناولها، ولكن في تلك الساعات والأيام التي تنهمك فيه الأسر بكبيرها وصغيرها في التحضير للأطباق والحلويات المتنوعة، إلاّ أنّ البعض يرى في أن تلك العادة لم يعد لها معنى، في وقت إرتفعت فيه اسعار الحلوى، وأنّ الجهد المبذول في ذلك التحضير ليس إلاّ إضاعة للوقت، خاصّة بالنسبة للعائلات التي تخلّت عن عادة تبادل الزيارات، والتي لا تحتاج إلأى كميات كبيرة من الحلوى، ولهذا صارت تفضل أن تشتري تلك الجاهزة، وأن تستغل سهراتها في التفسح وشراء الملابس، وهو الأمر الذي صارحنا فريد به، الشاب الذي قال لنا أنّ العيد في بيته لم يعد له طعم، خاصّة وأنّ أخاه وأخته فضلتا أن تشتريا حلويات جاهزة عوض تحضيرها، يقول محدثنا: "عندما كنت صغيرا أتذكر أن التحضير للعيد يبدأ نمن منتصف شهر رمضان، كان حدثا كبيرا، ننتظره بفارغ الصبر، وكنا نرى الجميع ينكب على تحضير الحلوى، وكانت تحضر، وتكون جاهزة في ليلة العيد، أو الليلة التي تسبقها، ولكن لا يحق لنا أن نتناول منها، ولا بدّ أن ننظر صباح العيد، فكنا ننهض باكرا فرحين، بملابس جديدة، فنتناول تلك الحلوى المعدة في البيت، والتي لا يمكن أن نتناول مثلها في الخارج، أما هذه السنة فقررنا في المنزل أن نشتري الحلوى، ذلك أنّ أمي مريضة، وأختي غير قادة على القيام بكل شيء لوحده، إضافة إلى إرتفاع اسعار السكر، ومواد تحضير الحلوى، كل هذا جعلنا نستغني عنه هذه الحميدة، وإن كنت أنا كبيرا، فإن لي أخا صغيرا لم يعش تلك اللحظات التي تسبق العيد، وقد تزول هذه العادة نهائيا مستقبلا".
راضية واحدة من المولوعات بتحضير الحلويات، أو كانت كذلك قبل أ ن تقرر أن تتخلى عن هذه الهواية، وتشرح لنا ذلك قائلة: "في الحقيقة كنت أحب تحضير الحلوى وان طالبة، ولكن بعد ان صرت اعمل لم يعد لي وقت كبير، خاصة وأنّ الأيّام، والليالي التي تسبق العيد نستغلها في شراء الملابس، وغيرها من التحضيرات الأخرى، اما الحلويات فقنا شخصيا صرت اتكاسل ولا اقدر على تحضيرها، رغم انها عادة حميدة، ولكننا عادة ما نحضر حلوى، ولكننا في النهاية نتصدق بها كلها".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/08/2011
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com