عائلات السجناء السياسيين يطالبون بتمكين ذويهم من تدابير المصالحة

طالبت التنسيقية الوطنية لعائلات السجناء السياسيين بفتح ملف السجناء السياسيين وإنهاء المأساة التي أصبحت، حسبها، وصمة عار للدولة الجزائرية، بعد التفاف حقيقي على مصداقية استفتاء الشعب.وأوضحت التنسيقية في بيان تحوز ”الفجر” على نسخة منه، أن موضوع إطلاق سراح السياسيين من أهم البنود المتفق عليها بين المؤسسة العسكرية ممثلة آنذاك في المخابرات الجزائرية، وبين الجيش الإسلامي للإنقاذ، ولا يزال هذا الموضوع، حسبها، من أهم القضايا التي تثبت مدى مصداقية الدولة الجزائرية حول المصالحة الوطنية من خلال تجسيد قرار استفتاء الشعب، وقالت إنه ”عندما يجتمع وزراء الداخلية العرب بالجزائر يومي 11 و12 مارس الجاري، مصحوبين بالوفود الأمنية رفيعة المستوى لدراسة تحديات محاربة الإرهاب، فمن الضروري أن يعلموا جميعا أن الجزائر استطاعت توقيف النزيف الدموي في السنوات الماضية بإرادة متبادلة بين جميع الأطراف المتنازعة”، وأضافت أن الإشادة بالتجربة الجزائرية الرائدة في هذا المجال من طرف اللجنة الأممية لمكافحة الإرهاب وكتابة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية، ينطوي على تجاهل دور المعارضة الإسلامية المسلحة في الجزائر التي كان لها الدور الحقيقي في وقف النزيف الدموي بين الجزائريين وإبعاد البلاد عن خطر التدخل الأجنبي، وضرورة حل الأزمة سياسيا عن طريق المصالحة الوطنية، مؤكدة أن تلك الاتفاقات والعهود تغيرت بعد وضع السلاح وأصبحت وعودا كاذبة لربح الوقت وتمرير مشاريع السلطة بمنطق الغالب والمغلوب.وانتقدت التنسيقية وساطة الجزائر في حل الأزمات الشائكة في المنطقة ودول الجوار، في وقت تغض الطرف عن أبنائها، الذين يموتون في السجون منذ أكثر من 22 سنة من المرضى وكبار السن، وأكدت أن الوضع الأمني والسياسي في البلاد لا يسمح بكل هذا التغافل والاحتقار والاستهانة بهذا المطلب الأساسي لشريحة واسعة من الشعب، وتابعت بأن ”السلطة إذا استطاعت فيما مضى تحويل الصراع السياسي في البلاد إلى قضايا إرهاب ومحاربة الإرهاب فهذا لا يعني طمس الحقيقة التاريخية الراسخة في ضمير الشعب”.وحملت التنسيقية الطبقة السياسية دون استثناء، المسؤولية الكاملة بسبب استهانتها بهذه المأساة وعدم إعطائها الأولوية في قضايا الأمة.وستعقد التنسيقية، اليوم، اجتماعا بمنزل عبد الحق لعيايدة، مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة ببراقي، لمناقشة ملف ”السجناء السياسيين” تعقبها ندوة حول ”مستجدات ملف السجناء السياسيين وعلاقته بالمستقبل الأمني للبلاد”.