عائلات الحراكتة في بوغزول تحلم بوسائل النقل والمياه الشروب

لايزال سكان قرية الحراكتة، المعروفة باسم الصدارة التابعة إداريا لبلدية بوغزول الواقعة حوالي 90 كلم جنوب عاصمة الولاية المدية، يعيشون حياة مزرية بسبب افتقارهم للكثير من المرافق. ومن بين المشاكل التي مازال هؤلاء السكان يتخبطون فيها، العزلة الخانقة الناتجة عن الانعدام الكلي لوسائل النقل باختلاف أصنافها.. وذلك ما جعل الاعتماد على سيارات “الكلاندستان” بشكل دائم مع تسجيل أسعار خيالية تفوق أحيانا 800 دج للرحلة الواحدة، بمبرر صعوبة وضيق ومنعرجات الطريق الرابط بين منطقة الحراكتة ومدينة بوغزول على مسافة 15 كلم.
وحسب ذات المصادر، فإن هذا الطريق لا يصلح حتى لعبور الجرارات نظرا لطبيعة المنطقة الصخرية، ما يتسبب في الكوارث المرورية لدرجة أن السكان أطلقوا عليه “مسلك الموت”، لأن أي خطأ أو هفوة من السائق قد تؤدي به إلى الهلاك، ما يضطر عابريه في أغلب الأحيان إلى قطع المسافة السالفة مشيا على الأقدام أواستعمال الدواب كوسيلة للتنقل من وإلى الطريق الوطني رقم 1، سواء في حالة نقل المرضى وكبار السن أوحمل بعض اللوازم والحاجيات الثقيلة.
كما يشكو سكان هذه المنطقة المحرومة من أدنى ضروريات الحياة، مثل انعدام المياه الصالحة للشرب، الأمر الذي يجبر الأطفال والآباء على البحثِ المستمر عن مصادر هذه المادة الحيوية، إذ يلجأ المواطن البسيط هناك إلى جلب الماء بواسطة صهاريج من مناطق مجاورة كبلدية لاروكات وعين وسارة بولاية الجلفة، وبوغزول وغيرها، بأثمان باهظة تصل أحيانا إلى سقف 1400 دج للصهريج الواحد، حسب سكان المنطقة، متحملين مشقة قطع عدة كيلومترات ذهابا وإيابا.
أما المشكل الآخر الذي يؤرق سكان منطقة الحراكتة فيكمن في تدهور المسلك المؤدي إليهم وإلى الطريق الولائي الرابط بين الشهبونية والطريق الوطني رقم 1. وحسب تأكيدات عدد من السكان، فإنّ هذا الطريق المصنوع من المادة الرملية المسماة ب”التيف” أصبح يشكل خطرا حقيقيا على مستعمليه بالنظر لصعوبة استعماله واهترائه بفعل العوامل الطبيعية.
من جهة أخرى يجد سكان الحراكتة صعوبات جمة في الحصول على قارورة غاز البوتان التي تتطلب تضحيات جسام مع دفع تكاليف إضافية، وفي أغلب الفترات تلجأ نساء هذه المنطقة إلى الطهي التقليدي باستعمال الحطب رغم صعوبات الحصول عليه لندرة الغطاء الغابي. لذا يناشد سكان منطقة الحراكتة السلطات المحلية والولائية، ضرورة الالتفات إلى منطقتهم، مطالبين في ذات السياق المسؤول الأول عن الولاية ببرمجة زيارة تفقدية للمنطقة قصد الاطلاع على أوضاعهم المزرية.