الجزائر

عائشة فخر ميلة التي قهرت الأمية بحفظ القرآن



رغم كبر سنها والتزاماتها العائلية
عائشة فخر ميلة التي قهرت الأمية بحفظ القرآن
وجدت عائشة بوطغان (75 سنة) ابنة مدينة ميلة في فصول محو الأمية التي توجهت إليها منذ سنوات طويلة لتعلم القراءة والكتابة طريقها إلى حفظ كتاب الله والتمكن من ختمه بعد أن تخلصت من آفة الأمية مما سمح لها بتعلم القراءة والكتابة كونها أم ل 7 أبناء وبنات.
ت. يوسف
بدأت السيدة عائشة بوطغان البالغة من العمر 75 سنة في تعلم القراءة والكتابة منذ أكثر من 15 سنة وكانت هذه السيدة التي تبدو جلية على وجهها علامات التقدم في السن بعد أن تعلمت القراءة والكتابة في فصول محو الأمية كما أضافت مواظبة على حمل كتاب الله لحفظ القرآن الكريم مع تاكيدها أن باب أقسام محو الأمية الذي طرقته في سنة 2006 كان سبيلي إلى التمكن من حفظ كتاب الله فبعدما أنهت الدراسة بها لجأت مباشرة إلى المدرسة القرآنية بمسجد عبد الحميد بن باديس بوسط مدينة ميلة لتشرع في الحفظ حتى أتمته كما نوهت هذه المرأة ذات الإرادة القوية بما حظيت به من تشجيع ودعم ومرافقة من أفراد عائلتها مشيرة إلى التفافهم حولها خصوصا بناتها اللائي دفعنها نحو تعلم القراءة والكتابة.
وتقول إحدى بناتها أنهن كن يلحظون اهتمام أمهن بالقراءة والكتابة فقد كانت تحمل كتب أحفادها وتقلب صفحاتها للإطلاع على ما فيها كما أن رغبتها في حفظ القرآن الكريم كانت جلية إلا أن عدم تحكمها في القراءة وقف حجرة عثرة في طريقها وعليه قام أبناؤها بحثها على دخول فصول محو الأمية كخطوة أولى.
كانت تستعين بأجهزة الاستماع
وبعد إتمامها للدراسة بفصول محو الأمية سجلت هذه الأم حسب ابنتها بمسجد عبد الحميد بن باديس الأقرب لمنزلها لتبدأ منه طريق الحفظ الذي تفرغت له وأصبح شغلها الشاغل في المدرسة والمنزل على حد سواء فكانت لتتبع ماتسمعه على المصحف الذي بين يديها.
من جهتها أكدت المعلمة ذهبية زطيلي المشرفة على الفوج الذي كانت تدرس به السيدة عائشة بمسجد عبد الحميد بن باديس أنها كانت صاحبة إرادة قوية في تعلم القرآن الكريم بدليل اجتهادها الكبير كما قالت في تجاوز أخطائها في الحفظ إلى أن استطاعت في ظرف 4 سنوات أن تختم كتاب الله وهو ما وصفته المتحدثة بالإنجاز المهم لسيدة بسنها كما أشادت ذات المعلمة بتميز وثقة السيدة عائشة في نفسها وتحديها لمشاكلها الصحية الناجمة عن تقدمها في السن فلم يثنها ذلك عن تثبيت الحفظ بل تعدته إلى المشاركة في مسابقة ولائية لحفظ القرآن الكريم (60 حزبا) نالت فيها المركز الأول منذ 3 سنوات مضت.
وقد أرجعت المعلمة ذلك إلى حرصها على عدم إضاعة أية حصة في المدرسة وكذا تركيزها الشديد داخل الفصل وهوماجعل منها أيضا المحفز لزميلاتها لأنها تحثهن دائما على الحفظ بالرغم من أنهن يفقنها من حيث المستوى إذ من بينهن طبيبات.
وعن يوم ختمها حفظ القرآن تبسمت السيدة عائشة قائلة وهي تستذكره: كان يوم فرحة كبيرة لا توصف تقاسمتها مع الجميع من الأهل وكذا الزميلات والمدرسات بالمدرسة القرآنية فأولمت لهن محضرة مأدبة غداء على شرفهن احتفاء بالمناسبة .
وتركز حاليا خريجة فصول محو الأمية السيدة عائشة التي كرمت بمناسبة إحياء اليوم العربي لمحو الأمية (8 جانفي من كل سنة) بالمركز الثقافي الإسلامي بميلة على المراجعة المنتظمة للقرآن الكريم بمعدل مرة في الأسبوع على مستوى المدرسة القرآنية وبصفة يومية على مستوى المنزل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)