تَتَنَاوَلُ هَذِهِ الدِّرَاسَةُ مَبْحَثًا مِنْ أَهَمِّ مَبَاحِثِ عِلْمِ الْبَلَاغَةِ -بَلْ إِنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْفَارِسِيَّ قَدْ قَصَرَ الْبَلَاغَةَ عَلَيْهِ؛ لِعِظَمِهِ-؛ وَهُوَ: الْوَصْلُ وَالْفَصْلُ.
وَدِرَاسَتُنَا هَذِهِ مُتَوَجِّهَةٌ لِتَفْسِيرِ الْإِمَامِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بًاديسَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، مُحَاوِلِينَ اسْتِكْنَاهَ قِيمَةِ الدَّرْسِ الْبَلَاغِيِّ عِنْدَهُ، وَكَانَ مَبْحَثُ الْوَصْلِ وَالْفَصْلِ أُنْمُوذَجًا لِذَلِكَ.
وَقَدِ اسْتَطَعْنَا -بِفَضْلِ اللهِ وَعَوْنِهِ- أَنْ نَتَتَبَّعَ كُلَّ مَا نَصَّ عَلَيْهِ الْإِمَامُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ قَضَايَا بَلَاغِيَّةٍ فِي تَفْسِيرِهِ، فَبَلَغَتْ أَكْثَرَ مِنْ مِائَتَيْ مَوْضِعٍ فِي فُنُونِ الْبَلَاغَةِ الثَّلَاثَةِ: الْمَعَانِي وَالْبَيَانِ وَالْبَدِيعِ. انْتَقَيْنَا مِنْهَا مَسَائِلَ الْوَصْلِ وَالْفَصْلِ؛ فَبَلَغَ مَجْمُوعُهَا: سِتَّةَ عَشَرَ مَوْضِعًا نَصَّ الْإِمَامُ ابْنُ بًاديسَ رَحِمَهُ اللهُ عَلَى مَحَالِّ الْوَصْلِ أَوِ الْفَصْلِ فِيهَا؛ فَتَارَةً يَذْكُرُ مَا فِي التَّرْكِيبِ مِنْ وَصْلٍ أَوْ فَصْلٍ دُونَ بَيَانٍ، وَتَارَةً يُلْمِحُ إِلَى وَجْهِ الْفَصْلِ أَوِ الْوَصْلِ، وَتَارَةً -وَهُوَ قَلِيلٌ- يُفَصِّلُ فِي عِلَلِ ذَلِكَ.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/10/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - زكَرِيَّاءُ تُونَانِي
المصدر : مجلة إشكالات في اللغة و الأدب Volume 3, Numéro 3, Pages 232-253