الجزائر

ظهور بوتفليقة يقوّي جبهة الموالاة ضد المعارضة



ظهور بوتفليقة يقوّي جبهة الموالاة ضد المعارضة
رغم إظهارها عدم الاهتمام بالخروج المفاجئ للرئيس بوتفليقة نهاية السبوع الماضي خلال تدشينه للمركز الدولي للمؤتمرات، فإن المعارضة رأت في ذلك نقطة ارتكاز لدعم أحزاب الموالاة التي تركت نقاش آفاق 2017 مفتوحا إلى ما بعد عيد الأضحى مثلما تشير إلى ذلك بعض المظاهر السياسية، على أن المعارضة تعيش هذه الأيام قحطا سياسيا غير معهود، خصوصا وأنها توعدت لأكثر من مرة بدخول اجتماعي ساخن، بدا هادئا لولا ضجيج وزيرة التربية ومعلمة اللغة العربية. وإذا كانت الحكومة نجحت في تجاوز المخاوف التي عبرت عنها بوضوح من خلال تدخلات الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته لولاية سعيدة بشأن المدرسة والدخول الاجتماعي وعناصر الهوية وغيرها، فإن المسألة السياسية لا تزال تنتظر الحسم، على ضوء المطالب السابقة للمعارضة بضمانات تحملها لجنة مستقلة لإدارة الإنتخابات بدلا من وزارة الداخلية أو الهيئة التي بدت في مجملها مجرد فرع تابع للحكومة، وهذا ما أثار غضب المعارضة وامتعاضها، بل وأدى إلى المزيد من التعصب إزاء هذا الملف.ومن المرجح أن تبدأ الحكومة في التحضير الجدي للتشريعيات القادمة، ومعها المحليات المرتقبة نهاية العام القادم، حيث ستكون الحركة المؤجلة في سلك الولاة ورؤساء الدوائر البوابة الرئيسية التي تعبر منها اتجاه إطلاق نشاط حزبي للموالاة ميدانيا لدعم تواجدها وتعزيز حظوظها في الاستحقاقات القادمة التي تسعى لأن تكسب من خلالها الأغلبية المريحة التي تمكنها مستقبلا من التعامل مع المستجدات السياسية بكل أريحية، وفق الأجندة التي تسطرها للتعاطي مع كافة الاحتمالات والوقائع السياسية في حينها دون ارتباك، ودأبت السلطة في الجزائر على تسوية بيتها الداخلي بطريقة محكمة قبل أن تدخل غمار أي استحقاق معهما كان ثقله.وفي ظل غياب المبادرات السياسية التي تفتح شهية النقاش بين الأحزاب من مختلف أطيافها، فإن حزب جبهة التحرير الوطني مرفوقا بالتجمع الوطني الدموقراطي سيكون صاحب المبادرة من أجل وضع رؤية خاصة للانتخابات القادمة، يكون قد استبق إليها بتنصيب لجنته الحزبية أو هيئة الاستشراف، التي تتكون من عدة وزراء مهمتهم وضع رؤية مستقبلية للحزب تتعلق في البداية بحظوظه في الانتخابات التشريعية القادمة، ومدى إمكانية فوزه بغالبية المقاعد مثلما يرى أمينه العام ومثلما أعلن عن ذلك في أكثر من تجمع. كما أن الأرندي شرع في سلسلة من اللقاءات التي سعى من خلالها إلى وضع آليات خوض غمار التشريعيات، وإلى حين اتضاح الرؤية ستبقى حمس تنتظر رسائل سياسية من السلطة يمكن أن تمنحها بعض الضمانات الخاصة لخوض الغمار، وهي التي تتوجس خوفا من مشاريع السلطة ونواياها، بناء على التجارب السابقة التي خاضتها على مدار أكثر من 10 سنوات من التحالف الحكومي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)