الجزائر

ظهور الآفات الإجتماعية من رحم الفساد السياسي طيلة 20 سنة



تعرف الجزائر اليوم نتيجة الحراك الإجتماعي العديد من الحقائق المخفية طوال 20سنة من الحكم ، حيث أخذت أبعادا واسعة شمل فيها الفساد أنواعا عديدة منها الفساد السياسي ، و الإقتصادي والفساد الأخلاقي الذي تشير إليه الانحرافات السلوكية. مما نلاحظ ظهور ما يسمى بالسلطة الفردية ، و إنتشار العلاقات الشخصية في الوظائف العامة ،والنظام الوراثي بهدف الإستمرارية في الحكم ، بالرغم من أن الدولة وتشكيلتها تبنى من الناحية الرسمية بمجموعة من المعايير والقيم الثقافية المشبعة من طرف الفرد ، هذا ما ينتج نوعا من الإنسجام بين الفرد والمجتمع وتشكل ما يسمى بخدمة المصلحة العامة. لكن ما هو ملاحظ اليوم في واقعنا المعاش عكس ذلك والدليل في هذا أن فئة الشباب تعاني من مشاكل بالرغم من أن بلدنا الجزائر يزخر من ثروات غنية نتيجة إمتلاكه لموارد مالية ، بشرية وطبيعية كبيرة ، إلا أنه لم يستطيع تحقيق التنمية الإقتصادية و الإجتماعية وهذا راجع لعدم الإنسجام لهذه الموارد ، نتيجة إنتشار مختلف أشكال الفساد وترتب عنه آثار سلبية بما في ذلك تهميش فئة الشباب وعدم إستفادتهم من خيرات بلادهم مما جعلهم ينحرفون ويتخذون طرق أخرى لكسب قوت عيشهم سواء بالسرقة أو القتل أو مختلف أشكال الإنحراف وغيرها من السلوكيات العدوانية بسبب عدم وجود آذان صاغية لحل مشاكلهم والدليل في هذا نموذج الشاب الجزائري «خير الدين» الذي ينحدر من ولاية عين تموشنت قام بحرق نفسه نتيجة ما تعرض إليه من مضايقات متأثرا بالحروق، بعدما سكب البنزين على جسده وإشعاله النار ، تعبيرا عن غضبه .فلماذا لا توفر الدولة ظروف ملائمة لفئة الشباب من أجل المكافحة لمثل هذه الآفات الإجتماعية التي تعاني منها هذه الشريحة بوضع تخطيطات ومجموعة من الآليات والحلول للتخفيف من الظواهر الإجتماعية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)