الجزائر

ظل يصارع الموت مدة عشرة أيام الشاب بوطرفيف يفارق الحياة بمستشفى ابن سينا بعنابة



توفي الشاب محسن بوطرفيف، أمس، في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، بمستشفى ابن سينا بعنابة، بعد أن ظل يصارع الموت مدة عشرة أيام، جراء تعرضه لحروق من الدرجة الثالثة، إثـر قيامه بسكب البنزين على كامل جسمه أمام مقر بلدية بوخضرة بولاية تبسة، احتجاجا على رفض منحه منصب عمل.  تأتي وفاة الشاب محسن بوطرفيف 24 ساعة بعد وفاة الشاب كريم بدلس بولاية بومرداس، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى الدويرة بالعاصمة، متأثرا بالحروق التي أصيب بها جراء محاولة انتحاره منذ أيام.
وظلت الحالة الصحية لمحسن، منذ استقدامه، قبل عشرة أيام، إلى مركز معالجة الحروق بمستشفى ابن سينا بعنابة، إلى حد ما مستقرة، وكان الطبيب المعالج قد أكد لعائلة بوطرفيف أن الطاقم الطبي حريص جدا على المتابعة الجيدة والمكثفة لحالة ابنها.
وأفادت مصادر طبية أن الأطباء المعالجين عمدوا، منذ البداية، إلى إزالة الحروق من جسم المصاب بغرفة الإنعاش، في الوقت الذي عرفت حالته الصحية استقرارا، إلى غاية يوم الخميس عندما لوحظت عليه انتفاخات على مستوى عدد من أجزاء جسمه، ومن ثمة بدأت حالته الصحية تتدهور شيئا فشيئا، إلى أن فارق الحياة، أمس، في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف. وفند عم الشاب بوطرفيف لـ''الخبر'' أن يكون ما قام به ابن أخيه هو تقليد لمحمد البوعزيزي التونسي، مؤكدا رفض العائلة لمحاولة بعض الشباب، في ذلك الوقت، القيام باحتجاجات، حيث تدخل بعض أفرادها وأطفأوا نار الغضب لديهم. مضيفا في الوقت ذاته أن إقدام ابنهم على حرق نفسه هو فعل إرادي نابع من قناعته، خاصة أنه كان في حالة هيجان، عندما قال له رئيس البلدية ''افعلها إن كان باستطاعتك ذلك''، فكان هذا الفعل بمثابة الشرارة التي أوقدت في نفس الضحية وجعلته يقدم على فعلته دون انتظار شيء.
وكان عم محسن قد أكد، بعد يوم من نقل الضحية إلى مستشفى عنابة، أن أمل العائلة في شفاء ابنها ضعيف، بالنظر لخطورة الفعل الذي أقدم عليه عندما سكب دلوا من البنزين على كامل جسمه وأشعل النار، حيث أصيب بحروق من الدرجة الثالثة.
وكانت بعض الفضائيات قد تناقلت، بعد أربع وعشرين ساعة من الحادثة، خبر وفاة بوطرفيف، وهو الأمر الذي تم تفنيده، وجعل عددا كبيرا من أفراد العائلة يتنقلون، في فجر اليوم الموالي، إلى عنابة.
وأكد أحد أفراد العائلة لـ''الخبر'' أن معاناة الشاب محسن لم تتوقف عند طلب الحصول على منصب عمل، وهو الذي لم يشتغل يوما، كما أن أحد أخويه يكبره وأب لطفلين، مريض ولا يعمل أيضا، والأب أيضا لا يعمل، مؤكدا أن جميع أفراد العائلة الذين يسكنون في شقة من ثلاث غرف يعيشون من منحة الوالدة، التي تعاني من إعاقة حركية بنسبة مائة بالمائة، كونها ابنة شهيد.
وأكد محدثنا أن القطرة التي أفاضت الكاس وجعلت محسن يقدم على الانتحار، قيامه في الأيام الماضية، رفقة مجموعة من المواطنين الذين يعانون من وضعية سكنية صعبة، باقتحام سكنات اجتماعية في بوخضرة ظلت تنتظر التوزيع لسنوات، حيث تدخل رئيس البلدية المنتمي لحزب العمال لصالح أقربائه من المقتحمين، بينما تمت متابعة محسن وعدد آخر من رفاقه قضائيا، وحكم عليه بالطرد وغرامة مالية تقارب المليونين.

كانت تنتظر عودته بفارغ الصبر
عائلة بوطرفيف تطالب بمعاقبة رئيس البلدية
 استقبلت عائلة بوطرفيف محسن بتبسة نبأ الوفاة كالصاعقة، صباح أمس، ليضفي جوا من الحزن والحسرة على ابنها.
وعلى هامش زيارة قصيرة لبيت والد هذا الشاب، تبين أن أفراد العائلة يعيشون على أمل تحقيق مطلب إحالة رئيس البلدية على المؤسسة القضائية لاسترجاع حق ابنها، باعتبار أنه المتسبب الوحيد في هذه المأساة. وبالرغم من ملامح الحزن والألم على فلذة الكبد، قال والد بوطرفيف وشقيقه رفقة أفراد العائلة، إن المرحوم محسن وشقيقه وعلى الرغم من محاولات وتكرار طلبات العمل لم يكن لهما الحظ في مصدر رزق يحفظ لهما كرامة العيش. ويبدو أن قرار الوالي توقيف رئيس البلدية فور وقوع الحادثة كان له الأثـر العميق في تهدئة النفوس، إلى جانب دعوة بعض عقلاء وأعيان المنطقة لعدم التهور وضبط النفس وتفويت الفرصة على بعض الأطراف التي تريد الاستثمار في معاناة العائلة، مادامت السلطات الولائية قد استمعت لانشغالات أبناء المنطقة ووعدت بحلول قريبة.
وعلمت ''الخبر'' أن الضبطية القضائية تنتظر تعليمات النيابة العامة بمجلس قضاء تبسة لفتح تحقيق قضائي، يتم من خلاله تحديد المسؤوليات والسماع لجميع الأطراف، بينهم رئيس البلدية المجمدة مهامه.

مواطنون يفشلون محاولة انتحار شاب حرقا في تيبازة
 أقدم شاب، 29 سنة، متزوج وأب لطفلين، صبيحة أمس، على محاولة الانتحار حرقا أمام مقر دائرة حجوط في تيبازة. وحسب مصادر محلية، فإن الشاب مقيم بحي ''لا شوميار'' بالمدخل الغربي لمدينة حجوط، يعاني من أزمة سكن ولا يزال يقطن غرفة واحدة في شقة والديه، رغم مرور سنوات على زواجه، حيث قام منذ فترة بإيداع ملف طلب سكن اجتماعي، غير أن تراكم المشاكل العائلية الناتجة عن ضيق المسكن وضعف دخله الشهري وتأخر ترحيله، جعله يتوجه إلى مقر الدائرة بعد لحظات من فتح أبواها، حاملا معه دلوا من مادة ''المازوت'' سعة 5 لترات، ولما وقف عند مدخلها الرئيسي سكب كمية من تلك المادة سريعة الالتهاب على ملابسه، وقبل ثوان من إيقاده النار على نفسه انقض عليه عون أمن تابع للدائرة وأشخاص آخرون تمكنوا من انتزاع الولاعة وعلبة الكبريت من يده، وحالوا دون اشتعال النيران في جسده.
و تدخل رئيس الدائرة ليمسكه من يده ويباشر معه حوارا داخل المكتب، فعدل عن محاولة الانتحار بعدما وعده ذات المسؤول بالاستجابة لطلبه قبل الإفراج عن قائمة السكن الاجتماعي المقبلة.

البيّض
شاب ينتحر بشرب حمض السيتريك
 انتحر الشاب جعبوب محمد، البالغ من العمر ثلاثين سنة، بمدينة البيّض، بعد أن شرب كمية كبيرة من حمض السيتريك، هروبا من البطالة بوصفه لم يشتغل في حياته مرة واحدة.
وقد نفد صبر الضحية بعد أن تلقى وعودا للتكفل به. وطلب جيران محمد أن تفتح السلطات تحقيقا في ظروف التكفل به بمستشفى البيّض، بعد أن تأخرت إدارة المستشفى في نقله لمؤسسة مؤهلة أكثـر من ست وثلاثين ساعة.
وذكر رئيس حي القرابة الشعبي لـ''الخبر''، ''الجميع يعرفن أن الضحية واحد من أفقر سكان الحي، ويعيش في شبه سكن آيل للسقوط''. وأضاف رئيس الحي ''إننا نعرف أن رئيس البلدية زار هذه العائلة ووعدهم بالتكفل بهم، لكن شيئا لم يتحقق من هذه الوعود''.
وقد أقدم الشاب جعبوب على الانتحار، صبيحة الأحد، بعد أن شرب كمية كبيرة من الحمض الحارق، وحمله جاره بسيارته الخاصة إلى مستشفى محمد بوضياف، غير أن أمعاء الضحية وجهازه الهضمي ومعدته لم تتحمل درجة الحروق   .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)