الجزائر

ظل حبيس الكاميرا الثابتة والإخراج الإشهاري جعفر قاسم يعجز عن تحويل ''جمعي فاميلي'' إلى مسلسل



عجز المخرج جعفر قاسم، عن تحويل جمعي فاميلي إلى مسلسل تلفزيوني ناجح، وبقي حبيس تقنية الإخراج التي تعوّد عليها في السيت كوم ، فجاء المسلسل ممّلا، يتوقف أكثر عند العلامات التجارية. وبقيت كاميرا قاسم تسير وفق تصور إخراجي داخلي ثابت، يدير الكاميرا نحو الديكور والعلامات التجارية. ومعروف عن قاسم أنه مخرج ومضات إشهارية، قبل أن يكون مخرج مسلسلات درامية أو كوميدية، فكان انتقاله إلى إخراج السيت كوم ناجحا، لكنه وجد صعوبة في تقديم أجواء مثيرة لما حول العمل إلى مسلسل تلفزيوني.  فإذا كان الـ سيت كوم ، يعتمد على كاميرا ثابتة لا تغادر البيت، وتقدم الأحداث الخارجية عبر ما يقوله الممثلون، وفيه نجد أن الممثلين يبحثون عن الكاميرا، فالعكس بالنسبة للمسلسل، الذي يعتمد على الكاميرا المتحركة التي تنتقل إلى الخارج، حيث ترافق الممثلين إلى حد البحث عنهم في غمرة الحركية.  هذا الفرق الشاسع بين السيت كوم والمسلسل، لم نلحظه عند المخرج، وهو يخوض تجربة جديدة مع عائلة جمعي. ففي إحدى الحلقات توقّف بالكاميرا مطوّلا عند علامة تجارية، متجاهلا أفراد عائلة الجمعي لظرف زمني ملحوظ، فيحتار المشاهد إن كان جعفر قاسم بصدد إخراج مسلسل أم ومضة إشهارية. وهذا الخلل في الإخراج يؤدي إلى تجاهل تعابير الممثلين ومجهودهم الأدائي، الذي يتحول إلى عنصر ثانوي. كما وقع قاسم في مأزق إطالة المشاهد وحشوها بشكل خالٍ من الدرامية، فجاء المسلسل خاليا من الحركية والإثارة، وبقي حبيس تقنية الإخراج كما في السيت كوم . أما اللغة الدرامية فجاءت فقيرة، فلما يقول الممثل حميد عاشوري في إحدى الحلقات الدار ولدت ، وهو يقصد أن الزوجة وضعت مولودها، فإنه يتحدث بلغة تجوز في السيت كوم ، وليس في المسلسل. ومما يؤكد بقاء جعفر قاسم حبيس السيت كوم ، اعتماده على المكان كعنصر أساسي، فالكاميرا تتوقف وتستقر عند كل حلقة في مكان داخلي، وترفض  الانتقال من مكان إلى آخر عبر الخارج بشكل يعطي المسلسل حركيته، وقدرته على إبعاد الملل.   


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)