الجزائر

ظروف قاهرة تربك 2600 مختل عقلي بسطيف مصالح بركات بعيدة عن هموم الواقع المحلي



ظروف قاهرة تربك 2600 مختل عقلي بسطيف                                    مصالح بركات بعيدة عن هموم الواقع المحلي
تحصي ولاية سطيف زهاء 2600 مصاب بعاهات عقلية مستديمة ناجمة أساسا عن ظروف اجتماعية قاهرة، من أبرزها ظاهرة التفكك الأسري الذي تفاقم خلال السنوات الأخيرة، فضلا عن البطالة والغبن الإجتماعي الذي طال هو الآخر فئات واسعة من المواطنين، مما جعلهم يفقدون صوابهم ويلجون دون مقدمات عالم الجنون بكل تداعياته وإفرازاته.
واستنادا للمعطيات المتوفرة في هذا الشأن فإن نحو 60 بالمائة من تعداد المصابين قد طالتهم العاهات العقلية بنسبة مائة بالمائة تقريبا أي أنهم أضحوا من فاقدي الأهلية، ولا يرجى بالتالي شفاؤهم أو التأقلم مع الآخرين من الأسوياء والأصحاء.
كما أشارت إليه المعطيات فإن الفئة العمومية التي تتراوح بين 35 و70 سنة أكثر تعرضا لهذا المرض المزمن وأن عنصر الرجال يشكل نسبة حوالي 70 بالمائة من جملة المصابين وهي الظاهرة التي يصعب فك طلاسمها في ظل غياب الدراسات الميدانية الازمة في هذا المجال.
أما فيما يتعلق بجانب التكفل بهذه الفئة التي أدارت لها الحياة ظهرها فإن أقل ما يقال عنها أنها دون المستوى المطلوب، حيث لا تحظى بالعناية الضرورة من لدن المصالح والجهات المعنية وذلك لأسباب موضوعية الأمر الذي زاد من معاناتها وضاعف من آلامها.
وحول هياكل الإستقبال، فإنّ مستشفى عين عباسة للأمراض العقلية الواقع شمال الولاية والذي كان يعول عليه كثيرا للتكفل الطبي و النفسي بفئة المصابين بالعاهات العقلية أضحى في الآونة الأخيرة غير قادر على أداء دوره في هذا الشأن نظرا لمحدودية طاقة استيعابه التي لا تتعدى 200 سرير، إلى جانب ضعف التأطير الطبي الأخصائي، وأوعز «مصطفى بلباشا» مدير المستشفى ذلك إلى كون هذا الأخير يستقبل حاليا العشرات من المرضى من خارج الولاية أي من الولايات المجاورة مثل برج بوعريريج، باتنة، ميلة، بجاية ومسيلة، الأمر الذي أثقل كاهل هذه المؤسسة الاستشفائية التي تعد الوحيدة من نوعها بالمنطقة.
وفضلا عن ذلك يسجل ضعف مستدام في التأطير الطبي الأخصائي وكذا عدم استقراره، حيث أشار ذات المسؤول بأن حوالي ستة أطباء من العاملين بالمستشفى أبدوا رغبتهم في الانتقال لمصلحة الطب العقلي المتواجدة بعاصمة الولاية والتي تقوم بإجراء الفحوصات الطبية الأولية للمصابين بالأمراض والعاهات العقلية، الأمر الذي يضاعف من أعباء مستشفى عين عباسة.
وبشأن التكفل الأسري بهذه الفئة فقد أجمعت آراء العديد من المهتمين بهذا الجانب بأنها دون المستوى المطلوب حيث لا تحظى في أغلب الحالات بأدنى اهتمام ورعاية من الأسرة بل تكون محل سخط و تذمر بل وصل الأمر ببعض الأسر المعنية إلى صد الأبواب أمام مرضاها بهذه العاهة العقلية ودفعهم بالتالي إلى الشارع كما يلاحظ حاليا على مستوى ساحة –باب بسكرة- بوسط مدينة سطيف التي تعج بعدد معتبر من هؤلاء المرضى الذين تضطرهم الظروف إلى قضاء لياليهم هناك في مظهر متقزز ومؤلم في نفس الوقت.
إلى ذلك تبقى شريحة المصابين بالأمراض والعاهات العقلية والتي يتزايد عددها باستمرار وعبر ولاية سطيف في حاجة أكيدة إلى مزيد من الإهتمام والرعاية الصحية والأسرية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)