الجزائر

ظاهرة هروب الأطفال من المدرسة تؤرق الأولياء مطالبون بأن يُحسنوا تحضيرهم نفسياً



ظاهرة هروب الأطفال من المدرسة تؤرق الأولياء مطالبون بأن يُحسنوا تحضيرهم نفسياً
لم تعد تفصلنا على الدخول الاجتماعي إلا ساعاتٌ معدودات وسيلتحق التلاميذ الجدد بمقاعدهم الدراسية في القسم التحضيري، والذين يبلغون من العمر ست سنوات بأقسام السنة الأولى بدءا من غد الأحد 8 سبتمبر. ولأن المدرسة هي اللبنة الأولى وحجر الأساس في تحديد المسار الدراسي والمستقبلي للطفل وتوجيه اهتماماته وسلوكياته، يتوجب على الأولياء أن يتجهَّزوا جيدا لهذه المناسبة ويخصُّوا الأطفال بمعلومات وجلسات ليحضِّروهم نفسياً للدخول المدرسي حتى يتفادوا الصدمة ويغرقوا في بحر من الدموع يومها.يعلِّق الأولياء آمالا كبيرة على أبنائهم؛ فمنذ اليوم الأول الذي يصطحبونهم فيه إلى المدرسة وهم يحلمون بساعة تخرُّجهم ونجاحاتهم وتألقهم في المستقبل. ولأن الدخول المدرسي هو أصعب يوم في حياة الطفل وعائلته التي تطلق عليه في أغلب الأحيان عبارة الولادة الثانية، حيث يغادر فيه المنزل وعائلته ليلتحق بجو جديد وعالم يكتشف معالمه لأول مرة، فهو يوم هام جدا وتفاصيله تبقى محفورة في ذاكرة الطفل وعائلته، فضلنا أن نعود إلى تفاصيله التي لا تزال راسخة في فكر كل فرد منا مهما علت مكانته العلمية ومنزلته الدراسية.
تقول "هاجر" 18 سنة، طالبة جامعية: بأن اليوم الأول في المدرسة لن تنساه أبدا فقد تزامن ذلك مع وفاة والدها قبل حوالي شهرين من ذلك، وعندما اصطحبتها أمها للمدرسة اعتقدت أنها تركتها هناك ولن تعود إليها مرة ثانية، فأمضت الصبيحة بأكملها في البكاء وكانت تريد الهروب ولم ترتح إلا بعد أن جاءت والدتُها على الحادية عشرة لتصطحبها إلى البيت. في حين تصرح السيدة "فريدة"، أنها تكابد الويلات في مطلع كل موسم دراسي، فهي أم لأربعة أطفال، ولأن أقسام التعليم التحضيري حكرٌ على أصدقاء المدير وأبناء المعلِّمات لم تتمكن من إدراج أي واحد من أبنائها فيها، فيدخلون مباشرة للسنة الأولى وهناك تبدأ معاناتها، فيرفضون الالتحاق بالقسم ويبكون باستمرار حتى أن أحد أبنائها كلما وضعته أمام المدرسة وتغادر، إلا وتجده يتبع خطاها، وبعد دخولها البيت يدق عليها الباب.
وقد أوضح "أحمد أمين" 28 سنة، مهندس في الإعلام الآلي: أن اليوم الأول من الدراسة منقوش في ذاكرته ولن ينساه أبدا، فكان يبكي مثل بقية زملائه يريد العودة للبيت، وهو ما أثار نرفزة المعلمة التي طلبت منه الهدوء، ولما رفض الامتثال لطلبها تناولت عصا وضربته بها، وهنا ازداد بكاؤُه وأصبح يرفض الذهاب للمدرسة إلى أن تدخّل والده وغيّر له القسم.
ولأن اليوم الأول في المشوار الدراسي هام جدا وحساس يحرص المختصون على توجيه جملة من النصائح للأولياء لتفادي هروب الطفل ودخوله في نوبات من البكاء أهمها: اصطحاب الطفل الذي سيدخل المدرسة للمرة الأولى خلال العطلة الصيفية إلى المدرسة، وعلى الوالدين أن يشرحا له بأسلوب بسيط يتناسب مع سنه وعمره أهميتها وذلك لتخليصه من الخوف ورهبة المكان الذي سيبدو له مألوفا فيما بعد، تعويد الطفل على النوم مبكرا قبل بدء الدراسة بأسبوع أو أسبوعين وإيقاظه 15 دقيقة قبل موعد الاستيقاظ المعتاد، يجب أن يرافق الطفل للمدرسة في اليوم الأول أحد الوالدين لبث الثقة والحماسة في داخله وتحفيزه بالسماح له باختيار أدواته وكتبه المدرسية بمفرده، تفادي تخويف الطفل بالمعلم لأن تلك الصورة ستبقى مرافقة له مع دعوته لمشاركة أصدقائه اللعب في أوقات الراحة وممارسة نشاطات جماعية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)