الجزائر

ظاهرة تتجدد كل سنة مع حلول الصيف طرق بسيطة لمواجهة خطر التسممات الغذائية



ظاهرة تتجدد كل سنة مع حلول الصيف                                    طرق بسيطة لمواجهة خطر التسممات الغذائية
تحول فصل الصيف إلى هاجس حقيقي لدى السلطات العمومية والمواطن على حد سواء، كونه يفتح الباب واسعا أمام ظاهرة التسممات الغذائية التي أضحت تحصد كل سنة العشرات من الضحايا، وتكلف الخزينة العمومية مبالغ مالية باهظة تنفق في التكفل بضحاياها. وقد أرجع بعض الخبراء استفحال هذه الظاهرة إلى جملة من الأسباب، أهمها؛ عدم مراعاة شروط النظافة وعمليات الحفظ والتخزين للمواد الغذائية، معتبرين أن المسؤولية يتقاسمها التاجر والمواطن سويا.
بحلول صيف 2012، بادرت وزارة التجارة إلى إطلاق حملة تحسيسية من مخاطر التسممات الغذائية، تجوب ولايات الوطن بهدف تطويق ضحايا هذه الظاهرة التي تكثر في فصل الصيف، بالنظر لكونه موسم الأعراس والمناسبات. هذه الأخيرة التي كثيرا ما توجه نحوها أصابع الاتهام بسبب الوجبات المقدمة فيها، وبهدف المشاركة في التحسيس بمخاطر هذه الظاهرة، تحاورت “المساء” مع مختصين قدّموا
نظرتهم لها، مع تسطير جملة من النصائح نقترحها عليكم في مقالنا هذا.
وعلى هامش يوم تحسيسي موجه لمرضى السكري، تحسبا لحلول شهر رمضان، التقت “المساء” بأخصائي التغذية، كريم مسوس، وسألته عن أهم النصائح الممكن توجيهها لعامة الناس، تفاديا للإصابة بالتسممات الغذائية، قال؛ إن أطعمة الصيف لها ميزة خاصة، حيث تتميز بكثرة المقليات، كما أن ظاهرة التسممات الغذائية لا تقتصر على الدول النامية، بل موجودة في كل البلدان وذلك بالنظر لوجود أطعمة قابلة للتلف إذا لم نعرف كيفية التعامل معها، مثل الحوت بصفة عامة، البيض، الأجبان، مشتقات الحليب بصفة عامة، وحتى الطماطم المصبرة وغيرها كثير، إلا أن عدم احترام شروط التخزين يعد السبب الأساسي الأول في تلف المواد الغذائية.
من جهته، يرى الدكتور ضياء الدين بواب، أخصائي في أمراض الغدد والسكري، أن التسممات الغذائية تصيب عامة الناس والمرضى كذلك، دون استثناء المرضى المزمنين عن غيرهم، واعتبر أن أهم نصيحة يمكن تقديمها في الإطار تتمثل في تفادي تناول الأطعمة غير المخزنة جيدا أو المعرضة لأشعة الشمس والغبار، خاصة سريعة التلف منها مثل؛ الألبان ومشتقاتها. ولم يستبعد الدكتور أن يكون للوجبات الجاهزة ضلعا في استفحال الظاهرة، رغم عدم المقدرة على الجزم بذلك، مستغلا حديثه إلى “المساء” ليوجه نداء لأصحاب هذه المطاعم والمحلات لتفادي استعمال المقادير لتحضير الوجبات التي تم تخزينها لفترات طويلة، دون مراعاة الشروط الصحيحة للتخزين، وحتى عدم عرض أطعمة جُهّزت بالأمس للزبائن مهما كانت الحجج، “وهذا حقيقةً نداء نوجهه لضمائر أصحاب هذه المحلات للمساهمة في تطويق ظاهرة التسممات الغذائية التي تصل خطورتها حد مفارقة الحياة”، يقول الدكتور بواب.
ومن جملة النصائح التي يقترحها محدّثو “المساء”؛ الاعتناء بالنظافة خاصة نظافة اليدين، يأتي في المقام الثاني ضرورة الانتباه إلى تاريخ إنتاج وانتهاء صلاحية المواد والأطعمة التي نشتريها، مع وضع الأطعمة المجمّدة في البرّاد بسرعة عند أخذها إلى البيت. أما الأكل خارج المنزل، فيجب مراعاة عدم تناول الطعام الجاهز من مطاعم غير موثوق فيها، كما أن قلّة النظافة فيها واضحة، مع الانتباه إلى عدم تناول الأطعمة المكشوفة، خصوصا الموجودة في مناطق ملوّثة أو المعرضة لغبار الطرق أو السيارات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)