حاول الإنسان منذ القديم وضع المخططات والأشكال لفهم محيطه، ومن الأشكال البارزة المعالم والوظائف منها الأسواق، عرفتها المدن منذ زمن بعيد نتيجة لحاجة الإنسان لتبادل معاملاته اليومية مع الآخر.
فتطورت هذه التبادلات شيئا فشيئا لتنظم فيما بعد مناطق التجمعات السكانية حولها حتى أصبحت الأسواق تجمع العديد من الأشخاص داخلها وازدهرت وتطورت الأسواق مع التطور الذي عرفته المجتمعات وأصبحت من القواعد للبنية التحتية لها.
ومع التطور والتنوع والابتكارات التي عرفتها المجتمعات المحلية كان انتشار الأسواق فيها سريعا، فهذه الوسيلة التي أبرزت دورها الفعال ومازالت تبنيه إلى حدّ الآن في المجتمعات الحديثة من خلال النمو والبناء في المجتمع وتحقيق الحاجيات السكانية المختلفة سواء كانت مادية أو معنوية، فالسوق اختلفت وظائفه لكن كلها تحقق متطلبات المجتمع.
ولأهمية الأسواق في المجتمعات الحضرية جذب اهتمامنا أحد الأسواق العاصمية والمتمثل في سوق علي ملاح « BAZAR » الذي بنينا عليه موضوعنا حتى كان لهذا الأخير الأهمية البارزة منذ نشأته في بداية التسعينات، وبالتالي يعتبر أرضية خصبة لكونه من الأسواق التجارية الأولى في العاصمة وباعتباره معلما حضريا، وهو من أهم الأسواق الحديثة التي اكتسبت تلك الأهمية البالغة والدور الفعال في المجتمع من خلال مستوى تنظيمه والعلاقات الاجتماعية السائدة فيه، فهو من أهم المجالات الحضرية إذ أن مجاله يعكس تلك الممارسات التي تتحكم فيها المبادئ الاجتماعية كما أنه يشكل علاقات ثقافية واجتماعية، فهو مكان مادي ومعنوي.
وبناء على كل هذه المعطيات والعوامل ارتأينا أن نركز من خلال دراستنا للمراكز التجارية بصفة عامة وسوق " علي ملاح " بصفة خاصة على تلك العوامل السوسيولوجية التي تجلب لنا ما نصبو إليه وهو وضع الدراسة ضمن المنظور السوسيولوجي
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/03/2024
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - سباعي اسماعيل
المصدر : دراسات اجتماعية Volume 5, Numéro 1, Pages 85-94 2013-01-01