الجزائر

ظاهرة الزواج ب«الكريدي».. بداية الخلافات الزوجية



ظاهرة الزواج ب«الكريدي».. بداية الخلافات الزوجية
يتحول العرس والتحضيرات التي تسبقه الى هاجس للعروسين.. فعلى كليهما أن يعمل على انتقاء قاعة حفلات تجنبا للسخرية التي قد يقع فيها الطرفان ليس لديك المال تدين… بع نفسك في سوق النخاسة المهم «ما يضحكوش علينا الناس»… للأسف نحن نفكر بهذا المنطق.. منطق «واش يقولوا علينا الناس» بل هو اللامنطق بعينه. لأننا اغتصبنا الفرح في خضم بحثنا عنه، وظل هذا الأخير بعيدا عن قلوبنا. لأننا حين ينتهي العرس اول ما يتبادر الى ذهننا قبل «هل سيسعد الزوجان؟» ماذا قال الضيوف عن عرسنا وتكاليفه.
حفيظة عبري
بعد كثرة الشكاوى من غلاء المهور، تحدث المفارقات العجيبة فالمهر مكلف فعلا لكنه واجب لا يمكن التهرب منه، إنه حق كل عروس، قد تتنازل العروس عن مهرها (في خضم العنوسة المتفشية التي أضحى فيها البحث عن عريس في حد ذاته حدث دون مبالغة مع تهنئة خاصة للجنس الاخر على هذا الإنجاز التاريخي) لكنها لن تتنازل إطلاقا عن مظاهر العرس المعروفة التي أضحت عرفا وثق في عقول الناس. حين يقترب العرس يتحول الهاجس إلى البحث عن قاعة حفلات لتستوعب جموع النساء اللواتي يكن على موعد مع التمنشير. وأقولها عن تجربة لا يعجبهن العجب حتى وإن كانت العروس قمر الزمان، سوف يبحثن عن عيوبها. وإن لم يجدن. فسيقلن «شابة بصح…. سامطة». ونحن في أعراسنا نعلم يقينا أن إرضاء هذه الطبقة غاية لا تدرك. ولكن رغم ذلك نسعى جاهدين وراء أضعف الإيمان. فتجدنا نفقد فرحة الفرح بسعينا الموبوء وراء البهارات البريستيجية فقط للتظاهر وإرضاء رغبات النفس الدفينة. سنعرض في هذا الموضوع مواقف لعائلات خرجت من العرس بدين تجاوز 20 مليون سنتيم… فقط إرضاء سواد عيون الحاضرين. فحزنت وندمت على اليوم الذي فكرت فيه في تزويج ابنتها. أو ابنها… وراحت تجتر مرارة قسوة الدين ودعاوي الشر التي يرجم بها العرسان … عائلات أخرى بكت دما حين أسدل الستار على العرس لأنها صرفت وبذخت ورغم ذلك بلغهم أن زوجة فلان سخرت من حلوى العرس او مأدبة العرس أو جهاز العروس… ومواقف أخرى لعائلات دخلت في حرب أهلية مبائرة بعد الحفل لأنها لم تتحمل فكرة أن العرس»جاز صامط» والأهم المحاسبات التي تقع فيها الزوجات بعد الزفاف حيث تحل عليهن لعنة الأزواج … هي أمور كثيرة رصدناها لكم.
بين الدربوكة والديسك جوكي
بغض النظر عن الوسائل المستخدمة في الأعراس، فأفراح الماضي كان لها طعم خاص تجد فيه الألفة والمحبة والتعاون والعمل على إنجاح العرس وإدخال الفرحة على قلوب الكل. وحين يفترق الناس يذهبون وفي قلوبهم سعادة الجمع الحلال بين عروسين… هل بقيت هذه الرغبة أو أين نحن من أعراس الماضي؟ بهذه الكلمات عبرت الحاجة زهية عن أسفها من المظاهر التي طغت على أعراس اليوم…تقول: «لقد كنا نستمتع بأعراسنا رغم بساطتها.. لم نكن نكلف أنفسنا فوق طاقتها.. مادمنا نفرح في كل الأحوال.. كانت «النية الصادقة» هي التي تحكمنا وكانت أعراسنا تتصدرها الدربوكة والأغاني البريئة النظيفة التي نتوج بها العروس. أما حاليا فقد أصبحت أحجم عن الذهاب إلى الأعراس لأكثر من سبب أولها أن الديسك جوكي يكاد يفقدني سمعي وأحس بأذني قد ثقبت طبلتها نظرا للدوي الذي يحدثه هذا اأخير، وثانيا الأغاني المخلة للآداب التي غالبا ما تستخدم في الأعراس، وثالثا لأن الذهاب إلى العرس اليوم أضحى فقط للتظاهر لا للمشاركة في الفرحة…. صدقوني لقد أصبحت أتجنب الذهاب إلى الأعراس حتى عرس حفيدتي .. فرحت بها في منزل ابني وغنيت لها .ولكني رفضت أن أذهب معها إلى الصالة. أعراس للتطاول والتفاخر
«ماذا سألبس اليوم.
وبماذا سأتصيغ؟ وكيف ألهب غيرة جاراتي ونساء العرس…كيف أسرق الانتباه وأتحول الى طاووس العرس. هذا وكثير من الأسئلة تبحث لها النساء عن إجابة .. بل وتستطيع الجزم بأن 90 بالمائة من النساء يقصدن صالات العرس ليس للمشاركة في الفرح بقدر لفت الانتباه إن لم نقل للتطاول بالكلام الجارح على أهل الفرح عبر الانتقادات اللاذعة المصاحبة للوشوشات.
فواحدة تنتقد الحلوى وأخرى لباس العروس وحتى الحركات العشوائية تكون تحت المجهر، المهم أن العيوب تظهر حتى وإن وضعت تحت المجهر.
غلاء قاعات الأعراس يعصف بعلاقات الناس
يلجأ أهل العريس في العديد من الأحيان ولأسباب عديدة الى كراء صالات العرس،لاسيما مع ضيق المباني لأسباب تتعلق براحة النساء في حالة إقامة عرس في الصالة.. نظرا لكون الأمور قد تكون أكثر ترتيبا في قاعات الحفلات… غير أن ما يثير حفيظة العرسان هو التكاليف الناجمة عن الكراء التي قد تصل الى 15 مليون سنتيم، دون الحديث عن باقي تكاليف العرس.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)