ما تزال ظاهرة الاعتداء على الأطباء بالمراكز الصحية والمستشفيات متواصلة عبر القطر الوطني،حيث باتت كابوسا وهاجسا يقلق الطاقم الطبي وشبه الطبي الذين يتعرضون في كل مرة أثناء أداء مهامهم في التمريض والعلاج إلى مختلف أشكال العنف سواء اللفظي أو الجسدي في ظل غياب الأمن داخل المصالح الطبية وعدم وجود قانون رادع من شأنه أن يضع حدا لهذه الاعتداءات الخطيرة.استنكر الأطباء ومختلف ممارسي الصحة تنامي ظاهرة الاعتداء على الطاقم الطبي وشبه الطبي في بلادنا دون توفير لهم الحماية والأمن، إذ يحمل الأشخاص الذين يرافقون المرضى إلى المستشفيات من أهاليهم وأصدقائهم المسؤولية الكاملة للأطباء والممرضين في عدم توفر الإمكانيات كنقص الأسرة أو الانتظار الطويل الناتج عن الضغط الكبير وقلة الأطباء وفي الكثير من الأحيان لا يتقبلون خبر موت أقربائهم فيعتقدون أن الوفاة سببها خطأ طبي أو تقصير من الأطباء في إنقاذ المريض، ما يجعلهم عرضة بصفة يومية للاعتداءات والمشاجرات اللفظية والتي تصل إلى حد ممارسة العنف الجسدي.
مثل العادة كانت مواقع التواصل الاجتماعي صاحبة السبق في إثارة قضية الاعتداء الذي تعرضت له طبيبة بمستشفى سطيف من قبل شخص كان في حالة سكر واعتدى عليها بالضرب مستخدما قارورة خمر، فيما حظيت الطبيبة بتعاطف وتضامن شعبي كبير بعدما تم نشر الواقعة عبر الفايسبوك خاصة وأنها حامل وكانت تؤدي مهامها خلال فترة المناوبة، ما اعتبروه جريمة ولا يجب السكوت عنها لأن ذلك سيتسبب في تنامي هذه الظاهرة أكثر.
الحادث الذي تعرضت له الطبيبة المناوبة بمستشفى سطيف لا يعد الأول من نوعه وإنما سبقه العديد من الاعتداءات التي طالت الأطباء على مستوى المراكز الاستشفائية بالعاصمة وخارجها لاسيما بمصالح الاستعجالات الطبية، حيث طالب الأطباء وجميع المواطنين بإيجاد حلول لهذه الظاهرة الخطيرة ووضع تشريعات وعقوبات كفيلة بالحد من هذه الاعتداءات اللفظية والجسدية وكذا توفير الأمن والحماية داخل المستشفيات.
وتأتي الاستعجالات الطبية والولادة في مقدمة المصالح الطبية الأكثر عرضة للاعتداءات، وذلك راجع للضغط الذي تعاني منه هذه المصالح وعدم استجابتها للطلب المتزايد، حيث تساءل الأطباء إلى متى يستمر الطاقم الطبي الجزائري في دفع ثمن النقائص المسجلة في المنظومة الصحية ويبقى دائما ضحية سوء تسيير وتقصير من طرف السلطات المعنية، ما هو ذنب الطبيب الذي يسهر على تقديم خدمة صحية نهارا وليلا وبالمقابل يتعرض إلى الاعتداء والعنف.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/02/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : صونيا طبة
المصدر : www.ech-chaab.net