الجزائر

طوفان الأقصى نجح في محاكمة إسرائيل عبر الجنائية الدولية



طوفان الأقصى  نجح في محاكمة  إسرائيل  عبر الجنائية الدولية

أ.م. رابح لكحل لـ أخبار اليوم :
طوفان الأقصى نجح في محاكمة إسرائيل عبر الجنائية الدولية



ـ القتل والقمع وغيرهما من طبيعة الاحتلال الصهيوني الغاصب
ـ الصهاينة مطمئنون وتوفر لهم الحصانة من أمريكا وأوروبا
ـ الإعلام العربي بعد طوفان الأقصى لم يتغيّر عما كان قبله
ـ الإعلام الغربي في غالبه منحاز لأطروحات العدو الصهيوني ومقارباته
ـ قبل طوفان الأقصى اعتقد المحتل الغاشم ورعاته والخونة أن قضية فلسطين قبرت
ـ الشرق الأوسط الجديد هو مشروع سايكس-بيكو معدل
ـ تحرير فلسطين يقوم أساسا على تحرك دول الطوق 


الجزء الأول:


ما تزال الجرائم الوحشية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الأعزل متواصلة وما يزال الدعم الصهيوني بكل ألوانه مستمرا وما يزال الخذلان الدولي متجليا في أكثر من صورة... رغم مرور أكثر من عام على الحرب على غزة وقد خلفت أكثر من 42 ألف شهيد إضافة لآلاف الجرحى وعشرات الآلاف من المفقودين ومئات الآلاف من النازحين ودون غذاء وماء ودواء ومستشفيات ومأوى دمار شامل لم تعرفه البشرية منذ فجر التاريخ.
   أستضيف الأستاذ والمهندس رابح لكحل في هذه العجالة للحديث عن بعض ما يتصل بفلسطين المقاومة والشعب الأبي الذي رفض التهجير رغم الإبادة الجماعية التي يمارسها عليه الحلف الصهيوني العالمي بكل الوسائل.




* أ.م.رابح لكحل مرحبا بك في هذا الحوار عبر صحيفة أخبار اليوم .
- أهلا وسهلا من دواعي سروري وتحية عطرة لكم ولمتابعي وقراء صحيفتكم الرائدة.


* ممارسة الصحافة ليست جريمة أكثر من عام على طوفان الأقصى ما يزال أهل الإعلام والصحافة عموما يتعرضون لجرائم يندى لها الجبين من دعاة الحروب وقد استشهد أكثر من 200 صحفي إضافة لأقاربهم مدة الحرب على غزة حتى صار الصحفي يوثق لاستشهاده واستشهاد أولاده وزوجته وغيره... أي تشريعات وقوانين دولية لا تحمي الصحافة أثناء الحروب أم أن على رأس إسرائيل ريشة –كما يقال- ولا يمكن محاسبتها؟.
ـ ابتداء نقول إن مايمارسه الاحتلال من قتل وقمع هو من طبيعته أماخرق القانون الدولي وقتل الإعلاميين فيهدف من خلاله إلى إرهابهم وإسكات الكلمة الحرة محاولا منعهم من إيصال حقيقة ما يجرى في غزة..
ويتصرف الصهاينة وهم مطمئنون أن لاملاحقة ولامتابعة لأن أمريكا و الغرب المنافق في عمومه يحميهم ويوفر لهم الحصانة أما مايرفعونه من شعارات مثل الحق في الإعلام وحرية الصحافة وحماية الصحافيين فتطبق فقط على شعوبهم أما شعوبنا فغير مشمولة بهاته الرفاهية..
بعد عام من الحرب الصهيونية العالمية على غزة؟ كيف تقيم الإعلام العربي –بكل أنواعه-؟ وهل يمكن مقارنته بالإعلام الذي يدعم إسرائيل ؟.
عموما الإعلام العربي بعد طوفان الأقصى لم يتغير عن قبله وهو إعلام في أغلبيته مدجن يتوقف عند تمجيد مواقف وسياسات حكوماته وهذاما يفسر إلى حد كبير انقسامه إلى معسكرين فنجد إعلاما مجاهدا داعما لخط المقاومة يعمل في الغالب باحترافية عالية.. ونجد إعلاما آخر متصهينا يدعم أطروحات المحتل ويبرر جرائمه مع ملاحظة أن هذا الأخير يزايد في كثيرمن الأحيان حتى على الإعلام الصهيوني بكذبه وافترائه على رجالات المقاومة ومحاولاته تشويه الحقائق على الأرض..
أما الإعلام الغربي في غالبه وكماهي العادة منحاز لأطروحات العدو الصهيوني ومقارباته فيضطر للقفز على كل القيم التي يدعيها ويجهد نفسه ويسخر كل إمكاناته لتبرير جرائم المحتل ولتضليل مواطنيه.
يسعى العدو الغاشم إلى الإفلات من العقاب حسب تقارير صادرة أن بنيامين نتنياهو في اتصال دائم بقادة ألمانيا وبريطانيا لمساعدته لدى المحكمة الجنائية الدولية كما تشارك الولايات المتحدة الأمريكية في ضغط كبير عليها من أجله ومن كل مجرمي الكيان الصهيوني... ما رأيك؟.
بالرغم من أن المحتل ورعاته يسيطرون تماما على المؤسسات الأساسية الفاعلة(مثل مجلس الأمن الدولي وغيره) في النظام القائم بعد الحرب العالمية الثانية إلا أنهم يدركون خطر القرارات والمواقف التي تصدرها باقي المؤسسات ولو كانت استشارية (مثل الجمعية العامة أوالجنائية الدولية) والتي يمكن وصفها بالهامشية لأنها تؤسس لسردية جديدة يمكن أن تتحول إلى أروقة المؤسسات المؤثرة على المديين القريب والمتوسط هذا البعد هو الخطر المتوقع الذي يدفع قادة الاحتلال للتحرك وتحريك حلفائهم لوقف هذا المسار الخطر الذي نجح طوفان الأقصى في ترسيم بداياته..
لماذا إسرائيل لم تتابع ألمانيا قضائيا في ما يسمى محرقة اليهود الهولوكوست على أيدي النازية بين 1933 م و1945 م –كما يقال-؟.
اليهود في عمومهم تعاملوا بذكاء مع ما يعرف بالمحرقة بحيث استغلوا القضية وحولوها إلى سيف على رقبة أوروبا عموما وعلى ألمانيا على وجه الخصوص ولهذا فهم ليسوا في حاجة إلى رفع دعوى قضائية تنهي فعالية سرديتهم المسيطرة على الموقف السياسي لهذه الدول فبفضل هاته الاستراتيجية نجد ألمانيا نموذجا في الدعم المطلق لسياسات ومواقف العدو بحيث يشذ في كثير من الأحيان حتى عن الموقف العام للاتحاد الأوروبي وتبين الإحصاءات أن ألمانيا هي ثاني مزود للاحتلال بالسلاح بعد الولايات المتحدة الأمريكية وهي الأكثر نقدا لقرارات الهيئات الدولية المؤيدة للحق الفلسطيني وهي الدولة الأوروبية الأكثر قمعا لداعمي الشعب الفلسطيني وللتأكيد لابد أن نذكر أن ألمانيا ما تزال تدفع تعويضات عما يسمى هولوكوست بحيث يبلغ مجموع ما دفعت منذ 1945 قيمة الـ87مليار دولار حتى 2023..
إضافة للدعم العسكري والمالي والإعلامي وغيرها من الولايات المتحدة الأمريكية لـ إسرائيل سرا وعلنا وبعيدا عن التصريحات الإعلامية للطرفين من تجميد بيع أسلحة وقنابل ثقيلة أمريكية وغيرها كيف ترى تصريحات المترشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية بشأن الحرب في أكثر من جبهة عربية؟.
أمريكا دولة مؤسسات تسيطرمايسمى بالدولة العميقة على رسم سياساتها ولايحددها الشخص الواحد ولو كان الرئيس المنتخب شخصيا ومن الغفلة التوقف عند تصريحات مرشح للرئاسة يبحث بكل وسيلة (ولو بالكذب) عن أصوات الناخبين.. والواقع أن السياسات الأمريكية تجاهنا واضحة المعالم ترسخت مند بروزها كقوة عالمية منفردة أو مع غيرها من بعد الحرب العالمية الثانية بحيث أعلن قادتها من مشارب يظهر أنها متناقضة وعلى فترات مختلفة رعايتهم ودعمهم المطلق للمحتل وسياساته في مقابل الازدراء لحقوقنا والعمل على تدجين شعوبنا ومباركة قامعيهم وعدم اعتبارنا بشرا أصلا.. 
حسب جبهات الحرب المفتوحة يسعى الكيان الصهيوني إلى إعادة احتلال غزة وأجزاء أخرى من المنطقة العربية كما كشف نتنياهو على خرائط وتعزيز الاستيطان وشرعنته أم غير ذلك؟.
حتى قبل طوفان الأقصى اعتقد المحتل ورعاته والخونة من بني جلدتنا أن القضية الفلسطينية قبرت وحان تنفيذ مايعرف بـ الشرق الأوسط الجديد وهو مشروع سايكس-بيكو معدل وتأكد لديهم أن الوقت مناسب وأن بإمكانهم الكشف عن خططهم وأحلامهم..لكن المقاومة الفلسطينية قلبت الطاولة وحشرت أطراف هذا التحالف الخبيث في الزاوية الحادة وضيقت خياراته..
أما مانسجله من عمليات الإبادة بهدف التهجير وخلق واقع جديد على الأرض فهي محاولات ستفشل بحكم التاريخ وطبيعة الثورات الشعبية ودليلنا على ذلك ما قام به الاستدمار الفرنسي من تهجير وإبادة للشعب الجزائري لم تعرف لها البشرية مثيلا على مدى 132 سنة انتهت بهزيمة المحتل وخروجه من الجنة.
ما تقييمك لإسناد حزب الله في لبنان و الحوثيين في اليمن و المقاومة العراقية لصد العدوان على غزة منذ طوفان الأقصى ؟.
شعار وحدة الساحات الذي رفعته فصائل المقاومة في لبنان واليمن والعراق خلق وضعا جديدا لم يألفه المستدمر الغربي ومحميته في منطقتنا فمن جهة خفف الضغط عن المقاومة في غزة ومن جهة ثانية رفع تكلفة سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في منطقتنا ويكفي أن معركة طوفان الأقصى تتحول شيئا فشيئا إلى حرب إقليمية تسمح لأطراف عدة مناوئة لـ الغرب وسياساته باللعب والعمل على إغراقه أكثر فأكثر.
ومن الملاحظات المهمة تأكد لدينا أن تحرير فلسطين يقوم أساسا على تحرك دول الطوق.


يُتبع.. 
==== 
كيف قادت مقامرة نتنياهو إلى وقوعه في الفخ؟


تحليل: د. محسن محمد صالح*


ربما وجد نتنياهو وَفق حساباته أن لديه من عناصر القوة ما يدفعه للتعامل مع حربه على قطاع غزة كفرصة ليس فقط في تحديد مستقبل القطاع وإنما في صياغة الواقع الأمني في المنطقة بما يكفل أمن الكيان الصهيوني ومستقبله على المدى البعيد.
غير أن هذه الحسابات لا تدرك الفخ الإستراتيجي الذي يضع نفسه وحكومته المتطرفة وكيانه الإسرائيلي فيه حيث يوقعه في حالة استنزاف تنهك الكيان وأسس بقائه.
فبالرغم من أن نتنياهو فشل في تحقيق أيّ من الأهداف المعلنة في الحرب على قطاع غزة فإنه قام بتوسيع نطاق الحرب إلى لبنان منذ منتصف سبتمبر 2024 بإضافة هدف عودة نحو مئة ألف من المستوطنين الصهاينة الذين هجّرتهم ضربات حزب الله من شمال فلسطين وهو ما لا يتم إلا بخوض معركة يسعى الاحتلال الإسرائيلي من خلالها لإجبار حزب الله على الرضوخ للمطالب الإسرائيلية.
ثم قام الاحتلال في ذكرى مرور عام على معركة طوفان الأقصى (7 أكتوبر 2024) بالإعلان عن السعي لتغيير الواقع الأمني في المنطقة والتأكيد على أن المعركة معركة وجودية وتغيير اسم المعركة ليصبح حرب القيامة أو حرب الابتعاث أو النهضة بحسب الترجمات العربية للمصطلح الذي سعى نتنياهو من خلاله لإعطاء الحرب معنى دينيًا وشحنًا صهيونيًا عاطفيًا وكأنه يبدأ فصلًا جديدًا من فصول معركته التي ظن في البداية أن لن تزيد عن بضعة أسابيع أو بضعة أشهر.


إغراء القوة
يبدو أن ثمة ما يغري نتنياهو بتوسيع أهدافه من الحرب. ويتصدر ذلك التفوق الكاسح في الإمكانات العسكرية والاستخباراتية والدعم الأميركي والغربي ووجود سلطة فلسطينية رسمية في الضفة الغربية متعاونة مع الاحتلال وتُنسّق معه أمنيًا في مطاردة المقاومة مع وجود بيئة عربية وإسلامية رسمية عاجزة عن دعم المقاومة ومنشغلة بقمع شعوبها بل إن عددًا من أنظمتها السياسية والغٌ في التعامل مع الاحتلال وفي العداء والخصومة للمقاومة.
ثم إنّ الاحتلال حققّ عددًا من الإنجازات التكتيكية أعطته مزيدًا من الشعور بغرور القوة في اغتيال العديد من قادة المقاومة وفي خسارة المقاومة لآلاف من كوادرها السياسية والتنظيمية والعسكرية والأمنية ونتيجة استخدام الاحتلال كافة الوسائل القذرة واللاأخلاقية في قتل عشرات الآلاف من المدنيين وتشريد أكثر من مليوني فلسطيني داخل قطاع غزة وأكثر من مليون لبناني في لبنان وتدمير المنازل والبنى التحتية بشكل هائل.
لكل ذلك قام نتنياهو وحكومته مؤخرًا برفع سقف مطالباتهم وشروطهم في حربهم على لبنان فلم يعد الهدف مجرد إعادة المستوطنين إلى أماكن إقامتهم في شمال فلسطين وإنما أخذ الاحتلال الإسرائيلي يطالب بانسحاب حزب الله من خطوط الهدنة إلى شمال نهر الأولي أو الليطاني وبنزع أسلحة حزب الله وبتقديم ضمانات تمنع إعادة تموضع الحزب في القرى الحدودية.
ونشر موقع والا Walla العبري في 21 أكتوبر 2024 وثيقة مبادئ مقترحة من الطرف الإسرائيلي تتضمن المطالبة بحرية تصرُّف الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية بحجة منع حزب الله من إعادة بناء قوته العسكرية قرب الحدود وحرية استخدام سلاح الجو الإسرائيلي في المجال الجوي اللبناني وتفعيل دور الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في السيطرة على المناطق الحدودية ومنع الجماعات المسلحة من العمل هناك.


وهذا يعني عمليًا انتقاصًا من سيادة الدولة اللبنانية على أرضها ووضعها تحت نوع من أنواع الاحتلال والهيمنة الإسرائيلية وهي محاولة لفرض الهزيمة والاستسلام على حزب الله وعزله عن دعم المقاومة في فلسطين كما أنه ينسف القرار 1701 الذي من المفترض أن يتم وقف إطلاق النار على أساسه بحسب التزام الحكومة اللبنانية. وهذا يعني عمليًا استمرار الحرب على لبنان لأن حزب الله والدولة اللبنانية ليسا في وارد الموافقة على هكذا شروط.
أما صياغة الواقع الأمني في المنطقة فمعناه فرض المعايير الأمنية الإسرائيلية خصوصًا في البيئة الإستراتيجية المحيطة بفلسطين وتحديدًا دول الطوق. وهو يعني أن الاحتلال الإسرائيلي سيسعى لتوفير مزيد من الضمانات حتى من تلك الدول التي له علاقة رسمية تطبيعية معها.
وقد يعني ذلك مزيدًا من التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة لقمع ومطاردة تيارات الإسلام السياسي والتيارات والرموز والهيئات المؤيدة للمقاومة الفلسطينية ومحاربة كل ما يزعج الاحتلال بما في ذلك الاعتراض على برامج تهويده للأقصى والقدس وباقي فلسطين وقمعه للشعب الفلسطيني ومصادرة أرضه ووضعه في ظروف طاردة تجبره على الهجرة خارج فلسطين المحتلة وانتهاء بشطب الملف الفلسطيني.
وقد تفتح الضغوط الإسرائيلية (والأميركية الغربية من ورائها) الباب لزيادة الأزمات والمشاكل الداخلية بين حكومات المنطقة وشعوبها.


وربما سعى نتنياهو لجرّ الولايات المتحدة إلى المواجهة مع إيران بما قد يفتح المخاطر على توسيع الحرب إلى حرب إقليمية في محاولة لتحقيق الأجندة الإسرائيلية.
مقامرة توقع في فخّ إستراتيجي
ماذا يحدث عندما تكون لديك ووفق الحسابات المادية البشرية كافة العناصر اللازمة لتحقيق الانتصار وبلوغ أهدافك ولكنك في الوقت الذي تُحقق فيه منجزات تكتيكية فإنك تفشل في تحقيق أهدافك الإستراتيجية؟
عمليًا سترى أنّ إمكاناتك المتوفرة ومنجزاتك التكتيكية وحسابات القوة تدفعك للاستمرار في الإنفاق من رأس المال الذي لديك للوصول إلى أهدافك التي ترى أنها ممكنة التنفيذ.
هي أقرب إلى سلوك البلطجي المتنمِّر الذي يغتصب حقوق الآخرين والذي فوجئ بفتى يضربه لكمةً تُطيحه أرضًا وتُفقده صوابه وتهينه أمام الناس.. هذا البلطجي سيسعى لاستعادة مكانته من خلال سحق الفتى وجعله عبرة لغيره.
لكن ماذا لو أن الفتى صمد بالرغم من شدة الضربات التي يتلقاها.. وفاجأ البلطجيَ كما فاجأ الجميع بقدرته على المنازلة واستنزافه.. وبقدرته على الاستمرار ومواصلة التحدي؟!
على البلطجي أن يختار فإما أن ينزل على شروط الفتى وإما أن يواصل التحدي. ولأن البلطجي لم يستوعب إطلاقًا أن يفرض الفتى شروطه عليه فإنه سيدخل في عقلية المقامر الذي يندفع في المراهنة ومتابعة استنفاد ما لديه من رأس مال وإمكانات لأن حالة الإنكار و الهروب من الواقع وعدم القدرة على قراءة المعطيات الموضوعية التي تتسبب بفشله تدفعه للاستمرار.


وهذا سيؤدي لاستنزافه وإضعافه إلى أن ينهار أو تجبره المعطيات للاعتراف بالواقع الجديد والانسحاب تحت ضربات الفتى. ولعل هذا هو نموذج داود الفلسطيني في مواجهة جالوت الإسرائيلي!!
إن نموذج البلطجي هو نموذج القوى المستعمرة التي تعيش غرور القوة ثم تسقط في الفخ الإستراتيجي نتيجة سوء حساباتها مثل نموذجي نابليون وهتلر في غزوهما روسيا ونموذج المستعمر الأميركي في فيتنام والفرنسي في الجزائر والروسي والأميركي في أفغانستان.


لماذا الإصرار؟
السؤال الذي يطرح نفسه: إذا كان نتنياهو غير قادر على تحقيق أي هدف من أهدافه المعلنة في الحرب على غزة وفشل فشلًا ذريعًا في ذلك بعد أكثر من 380 يومًا على الحرب أليس هو أعجز من أن يحقق أهدافه في حربه على لبنان أو في فرض رؤيته الأمنية على المنطقة؟! ولماذا يصرّ إذًا على توسيع حربه؟!!
يبدو أن غرور القوة مصحوبًا بالفشل الفاضح في تحقيق الأهداف في الحرب على غزة يدفعه للقفز إلى الأمام واصطناع مهام جديدة يُوجِد بسببها مبررات جديدة للبقاء في الحكم وإعطاء مدى زمني أكبر وفرص أخرى لتحقيق الأهداف التي لم تتحقق. وهو بذلك يحاول إقناع التجمع الاستيطاني الصهيوني بجدوى استمراره وبوجود مهام كبيرة بحاجة لاستكمال.


خلاصة:
التوقعات مرتبطة بقدرة المقاومة على الاستمرار في أدائها القوي الفعال مهما كانت التضحيات وهو ما سيفرض استمرار الاستنزاف الإسرائيلي وتصاعد حالة الإنهاك التي يعاني منها الجيش والاقتصاد الإسرائيلي ومضاعفة الهجرة المعاكسة وزيادة العزلة الدولية وارتفاع جدران الدم مع البيئة العربية وسقوط مسارات التطبيع.
وسيقع الاحتلال الإسرائيلي في فخ إستراتيجي عندما يواصل المقامرة بما لديه وهو ما سيكشف بشكل متدرج العديد من نقاط الضعف والثغرات مما سيعطي فرصًا أفضل للمقاومة على المديين الوسيط والبعيد لمضاعفة الخسائر الإسرائيلية وتسريع عملية الاستنزاف التي ستفرض على الاحتلال النزول على شروط المقاومة.
وما يدفع في هذا الاتجاه أن المقاومة في غزة بعد استشهاد السنوار – رحمه الله – ما زالت مستمرة في أدائها العسكري القوي وأن المقاومة في لبنان أعادت ترتيب أوراقها وتموضعها وضاعفت من أدائها القوي في شمال فلسطين ووسطها لتضاعف أعداد المهجّرين من المستوطنين الصهاينة. كلُّ هذا مدعومٌ من المقاومة في اليمن والعراق.
لقد فرضت المقاومة في هذه الحرب معادلة الاستنزاف مقابل الاستنزاف بعد أن كان الاحتلال ينفذ من طرف واحد استنزافه لأرض فلسطين وشعبها وللأمة وينفذ برامجه ومخططاته للهيمنة على المنطقة.
العقلية الصهيونية المتعجرفة ستتسبب بالكثير من المعاناة والضحايا والدمار في محاولة تطويع المنطقة واستعباد شعوبها ولكن لا خيار أمام الشعوب سوى الاستمرار في المقاومة لانتزاع حريتها وتحرير أرضها ومقدساتها.


* كاتب وباحث فلسطيني





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)