الجزائر

طوارئ في إسرائيل أمام تدفق المناضلين من أوروبا وأمريكا متضامنون دوليون يتنقلون جوا لفك الحصار عن الفلسطينيين



أعلن الأمن الإسرائيلي حالة استنفار قصوى تحسبا لوصول مئات الناشطين من أمريكا وأوروبا إلى مطار بن غوروين في إطار حركة تضامن دولي مع الفلسطينيين، في وقت تواصل فيه اليونان منع إبحار أسطول الحرية الثاني باتجاه قطاع غزة بضغط إسرائيلي.
وتحدثت مصادر إعلامية عن 600 جندي باللباس العسكري والمدني انتشروا في المطار لتفقد حركة المسافرين، وعن غرفة عمليات تضم ممثلين عن جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والموساد والخارجية والعدل لمتابعة حركة المتضامنين.
كما قالت إنه ربما كان هناك أيضا عناصر من الموساد في مطارات الانطلاق، يكونون علموا بأسماء النشطاء من مواقع التواصل الاجتماعي. واجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، صباحا، بقادة الأمن والشرطة في المطار، وأمرهم بوقف ''الاستفزازات''، حسبما قال متحدث باسمه، ووصف التحرك الإسرائيلي بحق مكفول لكل دولة تريد ''منع دخول المحرضين إلى حدودها''.
وقال قائد شرطة منطقة وسط إسرائيل بنتسي ساو -المسؤول عن منع دخول النشطاء الأجانب- ''سبق تقويضُ صلاحياتنا عند حدود إسرائيل البرية والبحرية، وهم يحاولون الآن تقويض الحدود الجوية''.
لكن بيان مجموعة ''مرحبا بفلسطين'' الفرنسية التي تشرف على رحلات التضامن هذه أكدت أن الناشطين لا ينوون ''زرع الفوضى'' في المطار، وأبلغوا إسرائيل عبر الخارجية الفرنسية بنياتهم في زيارة الضفة مباشرة بعد وصولهم.
وفي مؤتمر صحفي، عُقد الأيام الماضية في برلين، قال أكاديمي فلسطيني إن الناشطين عادة ما يتكتمون على أسباب الزيارة الحقيقية ليتجنبوا الاستجوابات الطويلة أو حتى الترحيل، فيقدمون أنفسهم على أنهم سياح، لكن الأمر مختلف الآن حيث طُلب منهم قولُ الحقيقة عندما يصلون، والتصريح بأن الأمر يتعلق بـ''نشاطات مقاومة سلمية'' ضد الاحتلال.
ويتعلق الأمر بنحو600 ناشط عبأتهم ''مرحبا بفلسطين'' بينهم نساء وأطفال (من فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة).
ووفقا لهآرتس تعتبر الشرطة الإسرائيلية أن سلاح المحتجين كاميرات وهواتف محمولة، سيحاولون بها إنتاج أفلام تظهر عنف الشرطة.
وأفادت تقارير إسرائيلية، الأيام الأخيرة، أن الشرطة لن تسمح للنشطاء بمغادرة المطار ودخول إسرائيل، وأن الطائرات القادمة من أوروبا وأمريكا ستجمّع في مكان واحد لإجراء تحقيقات وأعمال تفتيش.
وطالبت وزارة النقل الإسرائيلية شركات طيران أجنبية بمنع نقل النشطاء وزوّدتها بمعلومات عن هوياتهم. وتحدثت هآراتس عن طرد خمسة نشطاء من فرنسا وبلجيكا اليومين الماضيين، بعد أن وصلوا جوا للاحتجاج على محاصرة غزة.
كما تحدثت عن برقيات سرية أرسلت إلى سفراء إسرائيل في لندن وباريس وبروكسل وفيينا وبرلين وبيرن ووارسو، تضمنت توجيهات بتمرير رسائل إلى وزارات خارجية هذه الدول، تتهم الناشطين باعتزام القيام باستفزازات في المطار أوفي نقاط احتكاك أخرى مع الجيش الإسرائيلي في الضفة، في إطار حملة لنزع الشرعية عن إسرائيل. وانتقدت وسائل إسرائيلية ما اعتبرتها إجراءات مبالغا فيها لمواجهة النشطاء.
وشبّهت يديعوت أحرونوت الأمر بنكتة مملة تذكر بقصة ''الطفل الذي تأخر في العودة إلى بيته، ولكي لا ينتبه والداه المسنان إليه راح يستعمل طبلا ومزمارا ليكتم وقع أقدامه''، وكذلك تفعل إسرائيل كل ما تستطيع في مساعدة هؤلاء الزوار في لفت الانتباه إلى غزة، بل وتفعل كل شيء لتزيد مفعول خطوتهم. أما هآراتس فقالت إن إسرائيل تجعل من نفسها مسخرة بالتصدي بهذا الشكل لمتظاهرين غير عنيفين، لا يهددون أمنها، وهي بتصرفها وبـ''ردود أفعالها الفريدة هذه'' -وتلك هي المفارقة- تزيد تأثير رسالة الاحتجاج التي يحملونها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)