طوّرت موهبتي بالعمل مع كبار الممثّلين والمخرجين

أجد نفسي في الأدوار الاجتماعية التي تحاكي الواقع
سيّدة عفوية الشّخصية وهادئة، مطربة وممثّلة تجسّد دور الأم الحنون العطوف أو السيدة القوية التي تواجه المشاكل الاجتماعية بشجاعة، إنّها الفنانة دليلة بن دحمان التي جسّدت الكثير من الأدوار في أفلام سينمائية وتليفزيونية ومسلسلات بالعامية وأخرى باللغة الأمازيغية، والتي تكشف من خلال هذا الحوار عن محطات من مسيرتها الفنية، وعن أحلامها وتطلّعاتها المستقبلية.
- الشعب: من هي الفنانة دليلة بن دحمان؟
الفنّانة دليلة بن دحمان: أنا من مواليد 7 مارس 1970 بعين وسارة، من عائلة تنحدر من مدينة تيزي وزو، ترعرت في كنف عائلة محافظة تعود جذورها إلى ولاية تيزي وزو، متزوجة وأم لولدين، امتهنت حرفة حلاقة النساء منذ سن 17، ودخلت عالم الغناء والفن سنة 1993.
- كيف كانت البدايات في مجال الفن والتّمثيل؟
عرفت موهبة الغناء مند نعومة أظافري، وكبرت وأنا أغني لأم كلثوم ونجاة الصغيرة وفيروز، وكنت جد مولعة بالأفلام العربية الكلاسيكية، وأحلم أن أكون يوما شخصية فنية تسلّط عليها الأضواء.
كانت بدايتي في عالم الفن سنة 1993، من باب الأغنية القبائلية، حيت استطاع زوجي نور الدين الذي طالما دعّمني وشجّعني على تحقيق حلمي الكبير، كان وراء أول مشروع لي في الغناء، وانطلقت بأغاني مزدوجة مع حسان اهراس، وأخرى مع جمال امازيغ والمطرب أعزيب وغيرهم»..واستمرت المغامرة إلى غاية 1997 حيت بدأت الأوضاع الأمنية تتأزم بسبب أحداث العشرية السوداء..وتداولت أخبار مغلوطة في مسقط رأسي عن حادث مأساوي رحت ضحيته أنا وزوجي، حيث كان وقع الصدمة كبيرا على والدتي وعائلتي، فقررت حينها اعتزال الغناء والتفرغ لعائلتي وأولادي ومهنتي كحلاقة للنساء.
- إذن طويت صفحة العناء لتطرقي بعدها باب التمثيل، من أين كانت الانطلاقة؟
بعد سنوات عدت إلى الفن لكن من باب آخر، ودخلت مجال التمثيل فقد استطاع زوجي أن يحدّد لي موعدا ضمن «كاستينغ» في فيلم لصديقه المخرج الراحل جمال فزاز، ووفّقت في المسابقة وتمّ اختياري لأداء دور صغير في مسلسل «الوصية» أمام نخبة من كبار الفنانين.
- ما هي أهم الأعمال التي شاركت فيها؟
شاركت في مسلسل «شفيقة بعد اللقاء» للمخرج عمار تريباش، والذي كتبت السيناريو وقامت بالدور الرئيسي فيه الممثلة الكبيرة جميلة عراس، التي أعجبت بأدائي وأصبحت تسند لي أدوارا في كل عمل تلفزيوني تكتبه.
ثم توالت الأدوار بين المسلسلات التليفزيونية والأفلام الطويلة، فمثّلت في مسلسل «دوار الشاوية»، ثم مسلسل «الوجه الآخر» وفيلم «عيني على ولدي»، مسلسل «نور الفجر» ، «ضياف ربي»، «المراية المكرسة»، «شمس الحقيقة»، «دار أم هاني»، «الحب و العقاب»، «سامحني»، سلسلة «سفر في الخيال»، سلسلة «صورة وأسطورة»، «الصابر ينال».
- لك أعمال أخرى باللغة القبائلية، حدّثينا عنها؟
شاركت في مسلسل «ربيحة»، «دار دا مزيان»، «دا موحوش»، «ياك انيغاك»، «اعوين»، مسلسل «بو مليار» 1 و2، الذي كنا في تصويره في أهالي جبال منطقة القبائل حين تقرّر الحجر الصحي، فقرّرنا أن نواصل العمل بما أنّنا كنا بعيدين عن الناس. ولي أيضا مشاركة في الكاميرا الخفية «اقليدا» بمعنى «راني هنا» مع الفنان مراد خان، ومع الفنان الراحل سعيد حلمي في سلسلة «اقمومز»، والعديد من الأعمال الأخرى .
- كونك فنّانة عصامية ذات موهبة وحلم كبيرين، إلى جانب من مثّلت من الأسماء الفنية؟
كان لي الشّرف والحظ الكبير أن أمثّل أمام قامات مسرحية وتلفزيونية وسينمائية كبيرة، أمثال الفنان الكبير محمد عجايمي، أرسلان، الممثلة القديرة فريدة صابونجي، ليندة ياسمين، بيونة، نوال زعتر، العربي زكال، سعاد سبكي، حفيظة بن ضياف وغيرهم..تعلّمت من كل هذه التجارب الكبيرة، واشتغلت على موهبتي وتطوير أسلوبي الفني.
- معروف عنك تجسيد دور الأمّ بامتياز، هل هو جدال شخصي أم اختيار المخرجين وفق شخصيتك وموهبتك؟
أجد نفسي كثيرا في مثل هذه الأدوار الاجتماعية التي غالبا ما تحاكي الواقع الجزائري في قالب درامي وبعض من الكوميديا، فأنا بطبيعة الحال أمّ وأجدني بأريحية أمثّل هذا الدور أمام الكاميرا، ومن بين الأعمال الغالية على قلبي فيلم «عيني على ولدي» أين جسّدت تضحيات الأم الكبيرة من أجل راحة ونجاح ابنها.
- هل من جديد مع العودة إلى التّصوير والأضواء؟
ككل الفنانين عانينا في السّنتين الماضيتين من مخلّفات تفشي فيروس كورونا والحجر الصحي، وأيضا من تهميش بعض المخرجين والمنتجين لنا، والاستعانة بوجوه جديدة عرفت الشّهرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فقط، وليس لها صلة مع الفن. لكن الحمد الله سأعود لجمهوري قريبا من خلال مشاركتي في فيلم طويل لمخرج جزائري عالمي..وسأفصح عن تفاصيل أكثر عنه في حينها؟