دخل أمس أكثر من 200 طالب في المدارس العليا في اعتصام أمام وزارة التعليم العالي، وطالبوا بالاعتراف بشهاداتهم، خاصة وأنهم غير قادرين على الحصول على مناصب شغل ولا الالتحاق بمسابقة الدكتوراه، ولا حتى مواصلة الدراسة خارج الوطن أو الاستفادة من بطاقة التأجيل من الخدمة الوطنية.وأفاد الطلبة الذين تحدثوا إلى “الخبر” أنهم صدموا لدى تخرج أول دفعات نظام “المدارس الكبرى” الذي تم استحداثه قبل أكثر من 5 سنوات، والذي لا تعترف به المؤسسات العمومية والتابعة للوظيف العمومي، رغم أن خريجي هذه المدارس يفترض أن يكونوا نخبة الطلبة الجزائريين، تقول إحدى الطالبات “إننا نلتحق بالمدرسة التحضيرية بمعدل يفوق 14 في البكالوريا، و12 في مادة الرياضيات، ونتلقى دروسا مكثفة وذات مستوى عال لمدة سنتين، قبل أن نحوز على وثيقة ممضاة من طرف مدير المدرسة، وليس وزير التعليم العالي”.وتفيد ذات المتحدثة أن معاناة الطالب تنطلق منذ الحصول على هذه الوثيقة “إن جميع المؤسسات لا تعترف بها، ولا تعتبرها حتى شهادة، ولا تسمح لنا لا بالتوظيف ولا بمواصلة الدراسة في الخارج، ولا حتى بالحصول على تأجيل من الخدمة الوطنية، حيث أن الجميع لا يعترف بها”.وتساءلت ذات المتحدثة: “إذا كانت السلطات الجزائرية والوزارة الوصية استحدثت هذا النظام الذي استوردته من فرنسا وطبقته على الطريقة الجزائرية، فلماذا لم تستحدث تعليمات رسمية أو مرسوما تحدد فيه موقع الطالب المتخرج من هذه المدرسة من عالم الشغل على الأقل”. وتقول طالبة أخرى إن الاعتصام أمام الوزارة لن ينتهي إلا بقرارات من طرف الهيئة الوصية، تكون في صالح خريجي هذه المدارس: “لم نتلق دراسة مكثفة لكي لا نحصل على وظيفة ولا يعترف بنا!”، وتضيف ذات المتحدثة “على الوزارة أن تزيل كل غموض يتعلق بهذه الشهادة”، وقالت الطالبة إنها تستغرب أن يكتب على الشهادات التي يتحصلون عليها: “نظام (ليسانس، ماستر، دكتوراه) رغم أنهم ليسوا حائزين على ليسانس، بل تلقوا تكوينا خاصا لا علاقة له بشهادة “آل آم دي” وأفادت أنه على المستوى العالمي فإن شهاداتهم أيضا غير معترف بها: “هناك بعض الزملاء الذين أودعوا طلبات للحصول على تأشيرة ولم يحصلوا عليها، وحتى من اتصل ببعض الجامعات والمدارس الأجنبية لم يتم قبوله”.ولقد التقى أمس الأحد ممثلين عن هذه المدارس بممثلين عن الوزارة، غير أن اللقاءين في الفترة الصباحية والمسائية لم يخرجا بجديد حول الموضوع، وهو ما عزز قرار الطلبة بمواصلة الاحتجاج والاعتصام والامتناع عن الدراسة إلى غاية إصدار الوزارة الوصية قرارا يحدد مصير الطلبة خريجي هذه المدارس.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مصطفى بسطامي
المصدر : www.elkhabar.com