طلاق مرتقب بين ديوان بن تركي ومحافظة بن الشيخ

ما كان مخفيا، حول عدم مرور التيار بين محافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وبين الديوان الوطني للثقافة والإعلام، طفا إلى السطح الآن، حيث صار التنسيق بينهما منعدما، وأكدته الفوضى الكبيرة التي ميزت العرض المفتوح للجمهور في ملحمة قسنطينة، خاصة في سهرة السبت، إذ وُصف التنظيم بالكارثي، ولا يمكن أن يتواصل الأمر على هذا الشكل، لأن التظاهرة قد تتحوّل إلى مهزلة.وكانت القطرة التي أفاضت الكأس في يوم الافتتاح الرسمي، عندما طلب الديوان عددا من المعلومات الخاصة بالتوقيت، وأيضا بمساعدة الإعلاميين القادمين من داخل ومن خارج الوطن، ولكن المحافظة ظلت مركزة عملها مع الرسميين والمسؤولين الكبار فقط، ففقدت التظاهرة التغطية الإعلامية اللازمة، بعد أن غادر عدد من الإعلاميين المدينة ومنهم الأجانب بحجة عدم وجود أماكن إيواء، وهذا ما جعل عرض ملحمة قسنطينة الكبرى برغم النجاح الفني المحقق يمرّ من دون تغطية إعلامية كبيرة، باستثناء الإعلام الرسمي الذي وجد العناية اللازمة، ومعروف عن ديوان الثقافة والإعلام من خلال المهرجانات التي يقيمها منذ ربع قرن، اهتمامه بالإعلاميين، حيث يوفر لهم وسائل العمل التي تمنح لمهرجاني تيمڤاد وجميلة مثلا، كما يحصل في كل المهرجانات العالمية والعربية، وبقي التواصل متذبذبا بين المحافظة والإعلام، وحتى موقع التظاهرة بقي شبه جامد ولا تتغير مادته الإعلامية والإشهارية للحدث الثقافي، إلا بطريقة سلحفاتية، وتأكد سوء التنظيم في اليومين الأخيرين عندما قدّم العرض الخاص بإلياذة قسنطينة الكبرى لعامة الناس فوزعت المحافظة دعوات بعدد يزيد عن طاقة استيعاب القاعة، وهو ما أحدث فوضى ووضع مصالح الدرك التي سهرت على تطويق المكان وتنظيم التوافد على القاعة في أزمة حقيقية، لأن الآلاف من المواطنين عادوا خائبين بالرغم من أنهم يمتلكون بطاقات الدعوات، ناهيك عن وجهة هاته الدعوات التي لم توزّع للمثقفين المعروفين في المدينة، وبقيت تدور بين مجموعة من الجمعيات والشخصيات فقط .يحدث هذا تزامنا مع ندوة صحفية عقدها المكلف بالإعلام في التظاهرة، كمال بلقاسم مساء أمس، ليقدم أسباب استقالته والتي ربطها بسوء في التواصل داخل المحافظة مع المكلفين بالإعلام كالأطرش في الزفة .