الجزائر

طقوس وتقاليد تجمعان العائلات للاحتفال بالسنة الأمازيغية 2967



طقوس وتقاليد تجمعان العائلات للاحتفال بالسنة الأمازيغية 2967
تستعد العديد من العائلات الجزائرية، خلال هذه الأيام، للاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2967، والتي تتوافق مع عام 1438 هجري والمصادفة ليوم 12 يناير من كل سنة، وذلك بطعم خاص تزامن والزيادات التي عرفتها العديد من القطاعات، على غرار المواد الاستهلاكية، إلا ان ذلك لم يمنع الكثيرين من اقتناء المكسّرات بأنواعها المختلفة وكذلك الحلوى والفواكه، مما أعطى هذه الأيام حلّة جديدة لأسواقنا وجعلها مزيّنة بديكور مزركش بجميع أصناف الحلويات والمكسرات، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية.عادات وتقاليد مميزة للاحتفال برأس السنة الأمازيغيةيحيي الجزائريون رأس السنة الأمازيغية بطريقة تقليدية، بتحضيرهم طبق الكسكسي بسبعة أنواع من الخضر، كما تحضّر أنامل النسوة بعض العجائن التقليدية، مثل (البغرير)، (المسمن)، (لخفاف)، ويعد هذا اليوم إرثا تاريخيا، وفيه يلتقي الأهالي عبر ولائم أسرية وأنشطة فنية لتجديد تمسكهم بقيم الأخوة والأمن والسلام والرقي، حيث تسيطر طقوس خاصة في هذا اليوم عن سائر أيام العام بتجمع أهالي البلدات والقرى في ولائم كبيرة حول مائدة طعام يمثلها طبق الكسكسي المحضّر بالدجاج، وهو تقليد دأب عليه الأمازيغ عبر أرجاء الجزائر، ويردد الأهالي أهازيج من التراث تعبر عن الأمل في موسم زراعي مزدهر، وتختلف الطقوس من منطقة إلى أخرى، ففي جهة الجنوب الجزائري، تقوم العائلات بتغيير أثاث منازلهم، وإعداد 7 أطباق من أصناف المأكولات، أما في مناطق بوسعادة والمسيلة والجلفة، فيحتفلون بأكل (الشرشم) الذي يعد من الحبوب الجافة، والذي يعني تناول هذه الحبوب في طبق واحد والتفاؤل بعام وفير الغلة، وفي منطقة تيارت، يحتفل الناس بطبق (المدلول). أما في شرق البلاد، فيقوم الأمازيغ كل يناير بإعداد طبق (الشخشوخة) بهذه المناسبة، وتجتمع العائلة ليلا لتستمع إلى حكايات قديمة تقصها العجائز، تتعلق بأمجاد الأجداد، أما في الجزائر العاصمة، فالاحتفال يعتبر فرصة لتجمع الأسر حول مائدة واحدة، حيث تحيي العائلات تقاليدها الخاصة بهذه المناسبة بتحضير طبقي (الرشتة) وهو طبق من العجائن مغموسة في المرق والكسكسي، إلى جانب (التراز)، وهو مجموعة من المكسرات والحلويات التي ترمى على أصغر فرد من العائلة، حيث يوضع الطفل في قصعة وتنثر عليه. ويَعتقد أصحاب هذا التقليد أنه يجلب الحظ السعيد للطفل ويجعل أيامه حلوة وسعيدة، في حين تعد المناسبة لدى عائلات أخرى بداية لعام جديد وكلهم أمل في تحسين الأوضاع وفتح أبواب الرزق، وقال مواطن تجاوز سنه الستين: نحن نعتز بهويتنا، ونأمل أن تكون جميع مكوناتها من عادات وتقاليد ولغة رصيدا لإثراء التنوع الثقافي للجزائر .جوز ولوز في عز التقشف للاحتفال ب ينايرفالمتجول في الأسواق الشعبية هذه الأيام، يجد استعدادات واسعة وحالة تأهب قصوى أعلنتها المحلات التجارية وجل العائلات لاستقبال السنة الأمازيغية الجديدة 2967، ففي مثل هذه المناسبات، يلاحظ المتجول أن لا أثر للتقشف، وهو ما لوحظ خلال جولتنا الاستطلاعية التي كانت بدايتها من السوق البلدي بالشراڤة، اين استعرض أصحاب المحلات مختلف أنواع التراز والمكسرات من جوز ولوز وتمور محشية ومختلف أنواع الشكولاطة، وفي ظل هذا الواقع الذي تشهده هذه الاخيرة، تقربنا من بعض التجار ليقول في هذا الصدد كمال: الاستعداد ل يناير يبدأ منذ دخول السنة الميلادية الجديدة، فهذه المناسبة خاصة ومميزة جدا عند الجميع، لذا نحرص على تحضير خليط من المكسرات كالجوز، وهي الفترة التي يتوافر فيها بكثرة البلوط، التمر، الحلويات والشكولاطة، حتى تكون سنة حلوة على جميع أفراد العائلة . وعن الأسعار، أوضح محدثنا أنه يبيع حسب رغبة الزبون من 100 دج فما فوق، مشيرا إلى أن هناك أنواع عديدة، فهناك التراز البسيط، والذي يحتوي على أنواع من الحلويات المحلية يبلغ سعره 500 دج وهناك أنواع أخرى تضاف إليها الشكولاطة المستوردة، يصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 1200 دج، وهناك محلات يفوق فيها هذا السعر بكثير، ولأن المناسبة لا تقتصر على الحلويات فقط، استعرض باعة المعجنات أنواعا مختلفة من الكسكسي الذي تفضّل معظم العائلات تحضيره لغذاء يوم يناير ووضعوا بجانبه مزيجا من الحبوب كالفاصولياء السوداء، حيث تحكي لنا إحدى المواطنات أن كسكس يناير يحضّر بطريقة خاصة، أين يعتمد فيه على 7 أنواع من الخضر والحبوب، فهناك من يضع الأرز والفاصولياء الجافة والحمص والفول والجزر والبطاطا والكوسا زيادة على الدجاج. حفلات يناير بمنطقة القبائل تنطلق من تيزي وزووعلى غرار ذلك، فقد انطلقت يوم، أمس، الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية 2967 بتيزي وزو بتسطير برنامج ثري، حسبما علم من مديريتي الثقافة والشباب والرياضة للولاية. وتضمن هذا البرنامج، استنادا لذات المصدر، تنظيم استعراض ومسابقات لأحسن طبق ليناير وعرض أزياء للفستان القبائلي والبرنوس إلى جانب تنظيم مسابقات رياضية وثقافية للاحتفال برأس السنة الأمازيغية. ويتضمن البرنامج المسطر من طرف هاتين المؤسستين للاحتفال بهذه المناسبة، والتي تدوم على مدار أسبوع كامل، تنظيم أنشطة متنوعة على مستوى الساحات العمومية لعاصمة الولاية والمناطق المجاورة لها. وأطلقت مديرية الشباب الرياضة برنامجها المسطر بتنظيم أبواب مفتوحة حول مختلف الرياضات بساحة الزيتون، كما ستنظم اعتبارا من اليوم الاثنين، بحظيرة ملعب الفاتح نوفمبر معرضا حول مختلف التقاليد والعادات المحلية والإكسسوارات التقليدية إلى جانب عرض حول تقاليد الزواج التقليدي بمنطقة القبائل. وسيتم خلال يوم 12 جانفي تذوق طبق يناير (الكسكسي بالدجاج والخضروات السبعة) إلى جانب تنظيم مسابقة أحسن طبق للاحتفال برأس السنة الأمازيغية لتتواصل الاحتفالات مساءا بعرض أزياء للفستان القبائلي والبرنوس تحت وقع الأغاني المحلية والأشعار، استنادا للبرنامج المسطر من طرف مديرية الشباب والرياضة الذي يتضمن كذلك فقرات تنشيطية متنوعة بمقر الولاية وكذا عبر مختلف المؤسسات الرياضية المتواجدة بشتى المناطق. من جهتها، سطرت مديرية الثقافة هي الأخرى لذات المناسبة برنامجا جد ثري بالتنسيق مع مختلف المديريات الأخرى (التربية والغابات والمصالح الفلاحية والسياحة والصناعات التقليدية) والذي يتضمن تنظيم معرض للمنتوجات الفلاحية التقليدية والأطباق وذلك على مستوى ساحة المتحف والزيتون ابتداء من اليوم وإلى غاية 14 من الشهر الجاري. وستحتضن المكتبة الرئيسية للقراءة العمومية بدورها ابتداء من يوم الأربعاء المقبل محاضرات حول هذه التظاهرة التي يحتفل بها كل سنة إلى جانب برمجة عرض عدد من الأفلام والعروض المسرحية على مستوى كل من المسرح الجهوي كاتب ياسين والمركزين الثقافيين بعزازڤة وعين الحمام. ولعل ما يميز ليلة 12 يناير تنظيم استعراض سينطلق من ساحة الزيتون (المدخل الغربي لتيزي وزو) وصولا إلى در الثقافة مولود معمري ، لتختتم بتنظيم وعدة وجبة غذائية جماعية لفائدة الزوار الذين سيستمتعون بعدها بسهرة فنية بقاعة العروض لذات المؤسسة. كما ستجوب قافلة يناير ابتداء من اليوم مختلف المؤسسات التربوية والمكتبات والقاعات الثقافية للولاية حيث سيتم في إطارها تنظيم مسابقة حول موضوع لماذا نحتفل ب يناير ؟ وكيف نحتفل به؟ . ولأول مرة سيتم تنظيم هذه السنة الطبعة الأولى للملتقى الوطني حول الشعر الشعبي الأمازيغي يومي 9 و10 من الشهر الجاري إحياء لذكرى يوسف أوقاسي وسي موح أو محند والشيخ محند أو الحسين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)