يشكل صوم الطفل لأول مرة ببشار حدثـا ''استثـنائيا''، يفرض حضوره على مستوى عائلة الطفل والجيران، فيشترك الجميع في تقاسم نشوة هذه الفرحة مع هذا الطفل الذي يعامل ذلك اليوم كـ''الأمير''. ويتطلب قرار قبول الطفل بالصوم على جميع أفراد العائلة تهيئته نفسيا في الليلة التي تسبق يوم الصوم، وتتوالى إغراءات أفراد العائلة للطفل وتحفيزه بشتى أنواع المغريات لتقوية عزيمته، وتكون في مقدمة هذه الإغراءات مبالغ مالية، إلى جانب الهدية الأهم والمسماة ''هدية 7 أشياء''، وهي مجموعة من الهدايا تتكوّن في أغلبها من مأكولات تسلم للطفل بعد إفطاره. ولم نجد لدى الكثـير ممن سألناهم عن اختيار 7 هدايا بالذات ولماذا رقم 7 بالذات، إلا أن بعضهم مالوا إلى أن رمزية الرقم 7 تتمثـل في أنها السن المناسبة لصوم الطفل، ولا يرتبط الأمر بفكرة تبرك أو معتقد ديني. وتفرض على الطفل طيلة يوم صيامه رقابة شديدة خشية أن يبادر بالإفطار سرا، حيث تراقب جميع تحركاته من طرف والدته أو شقيقاته، هذا فيما يكون جميع الجيران وبعض الأقارب على علم مسبق بقرار صوم الطفل الأمير، إذ تتوالى تبريكات هؤلاء بعد الإفطار، ويأتي بعضهم محمّلا بهدايا كتشجيع للطفل على شجاعته وتحمّله عناء الجوع والعطش.
واللافت في عادات المجتمع البشاري أن العائلات تفرض على ابنها الصوم في ليلة النصف من رمضان، أو ما يصطلح عليها بـ''فضيلة النص'' أو ''الفضيلة الصغيرة''، أو ليلة القدر، أي 27 من رمضان، أو ما يصطلح عليها بـ''الفضيلة الكبيرة''. وفي أحيان نادرة، تفرض بعض العائلات على ابنها الصوم في الليلة الأخيرة من شهر رمضان.
تاريخ الإضافة : 12/08/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : بشار: ع. موساوي
المصدر : www.elkhabar.com