زهور متفتحة فقدت لونها مبكرا، أطفال القرى النائية والمداشر بعنابة لا يعرفون عن الفاتح جوان شيئا، كتبت لهم متاعب كبيرة فرضها الفقر، الحرمان وجهل الآباء. هو نفس الحال من شرق الولاية إلى غربها، تختلف شدة المعاناة من هذا إلى ذاك، فقط. السلام وقفت على الظاهرة في زيارتها للعديد من المناطق، على غرار مداشر عين الباردة، البركة الزرقاء، جنوب غربي الولاية والبوني شرق الولاية.أطفال بطول المسطرة يشترون الموت على حافة الطريق هم أطفال بطول المسطرة المدرسية يشترون الموت على حافة الطريق الولائي رقم 16 ينحدرون من دوار عين الصيد بعين الباردة بأجسامهم الهزيلة في العطل الأسبوعية والسنوية يجلسون على الحجارة وأمامهم بضع بيضات لدجاج الخم ولترات من حليب البقر تحت أشعة الشمس الحارقة.يبتعدون عن الطريق كلما مرت الشاحنات الكبيرة خوفا منها، لمرورها بسرعة كبيرة تخلف وراءها الأتربة والدخان وعند اقترابنا منهم أراد كل واحد منهم أن يبيع سلعته أولا، أين تعرفنا على أسمائهم وتبين أنهم أقارب، بعثهم أباءهم لبيع البيض والحليب بدون مبالاة واضعين حياة أطفالهم على حافة الطريق تعرض مع ما يعرضونه من منتوجات شيماء، أماني وزكريا أكدوا انهم لايغادرون المكان حتى يبيعون كل البيض والحليب وإن بقوا إلى مغيب الشمس. "الماراطون" للالتحاق بالدراسةانتقلنا إلى شمال غربي الولاية على مسافة 20 كم بالضبط في بلدية البوني، أين وقفنا عل حقيقة أخرى مرة في حق أطفالنا أين يقطع العشرات من أطفال قرية البركة الزرقاء ما يزيد عن ثلاثة كيلومترات بالطريق الولائي رقم 16 للالتحاق بمقاعد الدراسة يكابدون ثقل المحفظة التي يفوق وزنها أوزانهم الصغيرة تحت أشعة الشمس الحارقة مع نهاية السنة الدراسية والبرد القارس في الشتاء، الذي لا يتحمله الكبار داخل المنازل خاصة أطفال المرحلة الابتدائية يلتحقون بمدرسة عين جبارة ظلت سنوات طويلة بدون تدفئة يصل لها الأطفال كالصيصان المجمدة، أين تهرب الدراسة من الباب والتركيز من النافذة في ظل غياب النقل المدرسي بالمنطقة التي تملصت مديرية التربية من مسؤولتها في هذا الموضوع.وقالت في وقت سابق ممثلة في أمينها العام إن النقل المدرسي من شأن البلدية هي المسؤولة عنه هذه الأخيرة تحججت بنقص الحافلات المخصصة لذللك، أين تقوم بنقل تلاميذ المتوسطات والثانوية القادرين على التنقل بوسائل متعددة على عكس أطفال لا تتعدى أعمارهم الحادية عشرة سنة رغم أن الولاية تزود البلدية في العديد من المناسبات بالحافلات المخصصة للنقل المدرسي ليبقى الأطفال هناك الضحية الوحيدة أمام لامبالاة الجهات المعنية. يشاركون أمهاتهم في الفلاحة بالكاليتوسةإلى أقصى غرب الولاية اتجهنا بالضبط إلى منطقة الكاليتوسة على بعد كلومترات عن بلدية برحال، وجدنا أطفال بعمر الزهور في الحقول يرافقون أمهاتهم لفلاحة الأرض رفضوا الحديث معنا في هذا الموضوع وقالوا إن ذلك أمر يخصهم أمام جهل أمهاتهم اللاتي يجهلن خطر تعرض أطفالهن لضربات الشمس المميتة ولسعات الحشرات الضارة. أين يفضل الكثيرون منهم قضاء أوقاتهم في الحقول والبساتين على التوجه إلى أماكن الترفيه والتمتع بزرقة البحر في شواطئ بونة.وحسب ما علمناه أن الكثير من الأمهات يصطحبن أبنائهن بضغط من الأباء وخوفا من أزواجهن، خاصة وأن الأرض مورد رزقهم الوحيد.كما وقفنا على واقع مر يعيشه الأخوين أنيس وحمزة بالبركة الزرقاء الذين تركا الدراسة من أجل رعي الغنم والبقر ومشاركة أبيهم الفلاحة في مستثمرة العائلة، وأصبحا يتقاسمان يومياتهما مع المهور. "حمالة" دون رحمة حمل قنطار أو طن لا يهم المهم أن تنقل السلعة إلى المخزن هو ما وقفت عليه السلام، أمام إحدى المطاحن الخاصة وسط المدينة، أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة سنة يحملون فوق ظهورهم القناطير المقنطرة من الدقيق يوميا دون رحمة من صاحب المطحنة وأمام لامبالاة أبائهم لأن ما يهمهم هو ما يحصله أكفالهم من النقود نهاية اليوم، أما بورشات البناء ببلدية البوني وبالضبط على مستوى مشروع انجاز 400 مسكن تساهمي الخاص بأفراد الشرطة أين تستغل البراءة بشكل فاضح من قبل مقاولة المشروع باستغلال القصر في نقل الأطنان من البلاط والأجر إلى الطابق الخامس بأثمان زهيدة.تجارة المخدرات والسرقةعندما ينزع الأباء رداء الأبوة ويغامرون بفلذات أكبادهم يستغل الأطفال بأبشع صور الاستغلال، وهو حال الطفل هيثم بحي 500 مسكن ببوخضرة 3 الذي تستغله والدته في تجارة المخدرات، وحسب مصادر أكيدة ل "السلام" أن الأم تقوم بوضع كميات متفاوتة من المخدرات بمحفظة هيثم وتوجهه للمشترين الذين يقومون بفتح المحفظة وأخذ البضاعة واعطاء الحلوى له وهو ما دوخ مصالح الأمن الحضري الثالث التي لم تعثر على الكميات الهائلة التي تروجها ربة الأسرة رغم المداهمة التي قامت بها مصالح الأمن لبيت المشتبه بها بأمر من وكيل الجمهورية شهر ماي سنة 2013.وحسب ذات المصادر، فإن هيثم يستغل في سرقة المنازل، أين يقوم بطرق باب الجيران وبعض الذي تستهدفهم أنه وأخوه المسبوق قضائيا للتأكد من غياب تلك العائلات لتنفيذ السرقات.وبين الحمالة، الفلاحة التسرب المدرسي وتجارة المخدرات، تغتال البراءة في عنابة بعيدا عن عيدها العالمي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/06/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : دلال بشينة
المصدر : www.essalamonline.com