التّكاثر من خصائص الكائنات الحيّة كلّها بمختلف أنواعها مِيزة التّكاثر، ومن دون هذه المِيزة تنقرض الكائنات الحيّة ولا يمكنها التجدّد بعد فنائها. ولو كانت هذه الكائنات الحيّة مهمّة لدى الإنسان سوف يُساهم بتكاثرها من أجل فائدته. ومن هذه الكائنات المُهمّة طيور الكناري التي يرغب بها الإنسان لحسن مناظرها وجمال أصواتها. فكم من الجميل الاستماع إلى غناء البلابل والعصافير المُعلِنة عن بدء يوم جديد، كما أنّ الكثير من الأشخاص يقتني بعضاً من هذه الطّيور، وخصوصاً العصافير المُلوّنة، من أجل الاستمتاع عند النّظر إليها، والاستمتاع في تأمّل غنائها الصدّاح، وطيور الكناري عصافير صغيرة الحجم ذات لون أصفر إلى جانب ألوان أخرى مُتعدّدة، تمتاز بصوتها العذب الجميل، ويُفضّل الكثير الحصول عليها لتزيين المنزل بها، حيث إنّها تمتاز بجمال مظهرها. الشروط اللازمة لزواج الكناري لتزاوج الكناري شروط عديدة أهمّها ما يأتي:[١] قفص تزاوج مفصول لجزئين من الحجم الوسط أو أكبر، بحجم أكبر من (58 * 30 * 422). يجب أن يكون القفص مُزوّد بمِبيضة أو جرن لتبيض فيه الأُنثى، بحيث تكون مُبطنةً بالخيش أو اللبّاد. يجب أن يكون الشّهر المراد حدوث التّزاوج به من أشهر التّزاوج للكناري، وتكون هذه الفترة في بداية فصل الرّبيع في شهر فبراير. أن تكون أعمار الكناري المُراد تزاوجها أكبر من ثمانية أشهر، حيث إنّ الطّيور الصّغيرة لا تستطيع التّزاوج. تجنّب أن يكون أحد الكناريَّين في فترة نتف الرّيش، وهي ما تُسمى بفترة قلش الرّيش إذ يكون العصفور فيها مُتعب جسدياً ومعنوياً، ولا يكون قادر على التّزاوج. أن تكون الأنثى أصغر من الذّكر في الحجم والعمر، حتى يستطيع السّيطرة عليها أثناء عملية التّزاوج. يُفضّل أن يكون الذّكر كثير الغناء، وأن تكون الأنثى سريعة الحركة داخل القفص. يجب التأكُّد من عملية إتمام تبديل الرّيش، وذلك من خلال ظهور ريش الذّيل واكتمال الرّيش على الجناحين. لا يوجد بهما عيوب خَلقيّة أو طبيّة واضحة (قطع بالأرجل، حراشف بالرّجل، تورم تحت الرّيش .. الخ ) تهيئة القفص يجب أن يقوم مالك العصفورين بتهيئة القفص من أجل حدوث عملية التّزاوج، وذلك من خلال وضع العصفورين في قفص واحد لكن مع وضع فاصل شبكيّ بينهما؛ حتى يُصبحا في وضع التّحضير للتّزاوج، أو بالإمكان وضع العصفورين في قفصين بجانب بعضهما البعض، حيث يتمكّنا من رؤية بعضهما البعض. من ثم تُقصّ أظافر الكناري الزّائدة التي قد تُتسبّب في أذيّة أحد العصفورين أثناء عملية التّزاوج، ووضع بعض القطن والخيوط والقشّ داخل القفص من أجل بناء العشّ، كما يمكن عمل نظام تدفئة صناعيّة للعصافير وخصوصاً في فترة تبديل الرّيش.[١] التوقيت في بلدان الشّرق الأوسط تبدأ فترة التّزاوج للكنار من أواخر شهر شباط ومطلع آذار، وتستمرّ حتى نهاية شهر تمّوز، وقد تطول الفترة أو تنقص حسب المناخ فهي مُرتبطة بفصل الربيع. دورة الإنجاب للكنار مُرتبطة بشكل كبير بالضّوء، فهو يبدأ مرحلة التّزاوج عند معرفته بأنّ النّهار يطول ويقصر اللّيل، لذلك يجب ألّا نعرض عصافير الكنار للضوء الاصطناعيّ خلال فترات الرّاحة الجنسيّة. فالبعض يقوم عمداً بتعريض الكنار للضّوء للحصول على البيض بشكل أسرع، لكن هذه العملية مُربكة لنظام جسمها وبالتّالي فهي مُضرّة.[٢] الذكر البعض يفقد الصّبر للبدء بالتّزاوج ويحثّون عصافيرهم على التفقيس وهذا خطأ، فللذّكر والأنثى مُؤشّرات تظهر عليها لبدأ التّزاوج. ذكر الكنار يُصبح أكثر غناءً بشكل ملحوظ، وعند التّغريد المُثير جنسيّاً يطوي الذّكر رأسه إلى الخلف ناحية الظّهر وإسقاط الجناحين أثناء تغريد الإثارة. كما يبدأ بالتَّأرجح من جانب لآخر والرّقص على القصبة مصحوباً بأغاني المُغازلة، ثمّ يبدأ بمدّ رأسه خارج القفص نحو الأنثى.[٢][١] الأنثى في الأنثى يزيد النّشاط بشكل ملحوظ من خلال الحركة والطّيران بكل الاتّجاهات، وتستمرّ بصفق جناحيها ببعضهما حتّى عندما تحطّ على أرضيّة القفص. وعند سماعها مُغازلة الذّكر تأخذ وضعيّة التّلقيح، وذلك بخفض جسمها بحيث يُلامس القصبة أو الأرض، وترفع ذنبها ورأسها لأعلى حدّ دلالة الاستعداد للتّلقيح. وعندما تصبح جاهزة للتّزاوج بشكل كامل يزول كل الرّيش عن بطنها حتى مؤخّرتها. يجب وضع الأنثى في قفص التّزاوج قبل أسبوع من الزّواج الفعليّ لتعتاد عليه،[٢] كما أنّ الأنثى تبدأ في صناعة العشّ من خلال تجميع القطن والخيوط ووضعها بجانب بعضها لتشكيل العشّ، هنا يجب أن يقوم المالك بإزالة الحاجز بينهما وتقريبهما من بعضهما البعض، ويبدأ الذّكر بمساعدة الأنثى على إكمال بناء العشّ ووضع آخر اللّمسات عليه، في هذه الحالة يجب أن يقوم المالك بإزالة أيّة مواد بلاستيكيّة من الممكن أن تتسبّب في أذيّة أحد العصفورين وتركهما وحدهما. مرحلة التزاوج يتمّ إزالة الفاصل بينهما وملاحظة ردة فعلهما، عندها يبدأ الذّكر بإطعام الأنثى كعلامة للموافقة فيما بينهما. قد تتشاجر العصافير بشكل مُناقرة بسيطة ثمّ يعودان بعدها للاستقرار. وتُترك الحرية للأنثى لبناء عشّها بوضع الخيوط والقشّ على الجدران. ويبدأ التّلقيح يوميّاً تقريباً في كل مكان بالقفص. تبدأ البيوض بالظّهور بعد أسبوع عالأغلب، وتُوضع البيوض في الصّباح الباكر بمُعدّل بيضة كل 24 ساعة، حتى يتم وضع كل البيض والتي تكون بين (3 - 8) بيضات. ويكون لون البيض أزرق سماويّ مع وجود نُقط حمراء داكنة. التّعامل مع بيوض الكنار تؤخذ البيضة من القفص لغاية فحصها ومعرفة أنّها مُخصّبة أم لا، وتوضع لتُحفظ في مكان آمن مع تجنّب خدشها، وعندما تنتهي الأنثى من وضع كل البيوض يتمّ إعادة كل البيوض للقفص ليحدث التّفقيس معاً في نفس الوقت. وقبل وضع كل البيض يجب تنظيف القفص وإعادة البيض حتى لا تُزعَج الأنثى خلال فترة الحضانة الطبيعيّة، والتي تستمر من (12-14) يوماً. أما بعض المُربّين لا يأخذون البيض من القفص ويتركونها على حالها. نتعدم أهميّة الذكر خلال هذه الفترة، لذلك يتمّ نقله لأنثى أخرى أو يُترك لمساعدة الأنثى وفراخها، كما يتولّى إطعام الأنثى وهي في المِبيضة.[٢] عند التّفقيس يبدأ الذكر بالتّغريد بصوت عالٍ ويبقى على حركة دائمة في القفص. وعلى المُربّي عدم إزعاج الطّيور وإخراجها من أقفاصها؛ لأنّها قد تؤدّي إلى وفاة الفراخ نتيجة انزعاج الأمّ وعدم إطعامها لفراخها. التغذية يجب وضع الطّعام المناسب للعصفور من أجل تهيئته جسديّاً للتّزاوج، ومن أفضل الأطعمة التي يُوصَى بها في هذه الفترة: البيض المسلوق، وأوراق الجرجير، وبذور الفجل، كما يمكن وضع بعض الفواكه كالتّفاح، والخوخ؛ من أجل تهيئة العصفور لعملية التّزاوج. تغذية الفراخ الكنارات الصّغيرة تعتمد على أهلها في الأسابيع الثّلاثة الأولى، ويُفضّل وضع الطّعام السّهل والصّغير للأم لإطعام صغارها، ومنها سلق بيضة مدّة عشر دقائق ثم طحنها لذرّات صغيرة ووضعها بمتناول الأم، والحرص على أن يكون الغذاء قليلاً وكافياً؛ حتى لا يُسبّب التُّخمة للصّغار، ممّا يؤدي إلى تراكم الدّهون لديها.[٢] المراجع ^ أ ب ت "تفريخ الكناري من الألف إلى الياء"، المزرعة. بتصرّف. ^ أ ب ت ث ج توفيق ياسين، فؤاد الحاج (1986)، عالم الكنار (الطبعة الأولى)، بيروت: لبنان، صفحة 644. بتصرّف.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/02/2017
مضاف من طرف : nemours13
المصدر : mawdoo3.com