طريقة تقليديّة دأب عليها أهل تندوف لا سيما الشيوخ منهم والعارفين بشؤون البدو، تتعلّق بكيفيّة إخراج حوار متوفّى في بطن الناقة. وقد حدثنا الشيخ كبادي محمد ولد خطاري، البالغ من العمر 84 سنة، عن هذه الوضعية التي يعجز الطب البيطري عن القيام بها “غير أن تجارب الأولين وفراستهم جعلت المستحيل ممكنا”.التقينا الشيخ في داره رفقة العديد من الأعيان والشيوخ، ومن أبرز ما شد انتباهنا هو الدقة في القيام بتلك العملية، دون الاعتماد على الوسائل المعتمدة في العمليات الجراحية التقليدية، إذ يقوم محمد خطاري بتقطيع الحوار النافق داخل بطن الناقة بواسطة سكين، ويتم إخراج الحوار مقطعا إلى أجزاء وبالتالي يضمن خطاري من هذه العملية سلامة الناقة وعدم تعرضها لأي مكروه، بعد أن يقوم بتنظيف بطنها وأحشائها بطريقة تقليدية محضة.وعدّد لنا الشيخ الأمراض التي تصيب الإبل كمرض الجدري الذي يداويه محمد ولد خطاري بعشبة تدعى “الرمث” وهي منتشرة بالصحاري، ومن أعراض إصابة الناقة بهذا المرض الانتفاخ وتسمى عندنا بـ”ناقة ملطومة”، كما يقومون برشم الناقة في الرقبة والأرجل، إضافة إلى ذلك هناك مرض الجذام، وهو عبارة عن حبة تسمى أم جلود ويتم استعمال الكي لتطبيب الناقة المصابة، ولحمها غير صالح للاستعمال ـ يقول المتحدث ـ حسب التجربة. كما حدثنا الحاج محمد ولد خطاري المدعو كبادي عن “الناقة المرموحة” أي المجنونة، وقال إن لحمها صالح للاستعمال ولا حرج في أكله.أشياء كثيرة اكتشفناها في جعبة الشيخ محمد ولد خطاري، الذي يمثل أحد العارفين بشؤون الماشية، ويمثل مكتبة غنية بالتجارب لا بد من استغلالها وتوثيق ما تحتويه ذاكرته من تجارب حياتية كثيرة تبقى مرتبطة بذاكرة الشيوخ فقط، وضرورة استثمارها وتوثيقها لتكون بمثابة الوصفة الطبية التجريبية لكل ما يخص تربية الإبل والعناية بها. علي سالم لفقير
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/03/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com