الجزائر

"طريق الأحجار من أقمون إلى ملعب فرنسا" لإسماعيل زيدان.. حكاية أصول




يتناول اسماعيل زيدان، في مُؤلَفه "على طريق الأحجار -من أقمون إلى ملعب فرنسا"، سيرة ابنه نجم الكرة العالمي زين الدين زيدان أو اللاعب الظاهرة "زيزو"، وذلك للحديث عن أصول العائلة التي قدمت لابنه القاعدة الأولى لاكتساب احترام الآخرين في مجاله وميادين أخرى.اختار اسماعيل زيدان القلم، للتعبير عن أصول العائلة، وعن الخطوات التي مر بها ابنه وصولا إلى النجومية، فراح يفتّش في الذكريات كبيرة كانت أو صغيرة، بداية من الطفولة البريئة التي عاشها الأب اسماعيل كبداية أولى وكان ذلك منذ يوم ولادته سنة 1935 بقرية "أقمون ببجاية"، لوالدين خبيران بالحياة، هما محند وزهرة، الوالدان اللذان خدما الأرض المحروقة بكل تفان وحب وإخلاص، حينما لم يكن هناك خيار بعد استيلاء فرنسا على كل شيء،اسماعيل زيدان، أو "الدا اسماعيل"، يكشف من خلال كتابة، رحلته إلى فرنسا، أو بالأحرى غربته التي بدأت منذ سن السابعة عشر سنة، مشيرا إلى صعوبة العمل هناك سواء من ناحية البلد المستعمر ومن ناحية التفكير بالعائلة، لكن هذا العمل كان بمثابة طوق نجاة للعائلة، هذا العمل كان صعبا، فباريس لم تكن سهلة للمهاجرين.وتطرّق الكاتب، إلى العنصرية التي طالته، فيذكر كيف وصفة أحد الصحفيين الجزائريين بالحركي أيام التسعينات وأجبره على الإعتذار، متسائلا كيف يمكنه أن يكون حركيا بينما كان يعمل في أحد المصانع الفرنسية ولم يشارك إلى جانب قواتها ضد بلده.عند الاستقلال، كان فكرة العودة إلى الديار قائمة، لكنها ذهبت أدراج الرياح عندما التقى ب"مليكة" التي أصبحت رفيقة دربه بعدها، وأنجب منها خمسة أبناء هم على التوالي مجيد، فريد، نور الدين، ليلى، وزين الدين زيدان الذي من المفروض كان سيُسمى يزيد.وعن الحادثة التي تعرض لها لاعب الكرة الشهير زين الدين زيدان، يوم طُرد من نهائي كأس العالم 2006 ببرلين الألمانية بعد مناوشات مع المدافع الإيطالي ماتيراتزي، يقول الكاتب الأب في كتابه أن ابنه خسر مقابلة لكنه لم يفقد شرفه وشرف والديه وعائلته، مضيفا أنه لم يكن يتابع المباريات التي كان يخوضها ابنه، في حين كانت جماهير ضخمة تنتقل إلى الملاعب لمشاهدة البطل الكروي، حتى نهائي كأس العالم لسنة 1998 بفرنسا حيث منح هدفين لصالح منتخب الديكة ضد الفريق البرازيلي القوي، مضيفا أنه رغم خوفه الدائم عليه، إلا أنه كان يتنبأ بنجاحه، حيث كان يثق في إمكانياته، وعمل منذ أن رزق بأطفال على زرع قيم التواضع في نفوسهم مهما الدرجة العالية التي سيصلون إليها.وأشار الكاتب، إلى الالتفاتة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حين أرسل دعوة للعائلة سنة 2009، فقدم الأب رفقة ابنه، معبرا عن فرحته باكتشاف تعلق الشعب الجزائري بابنه، بعدها في 2010 أسس زين الدين زيدان مؤسسة "زيدان".يختتم اسماعيل زيدان مؤلَفه الصادر عن منشورات ميشال لافون، بمجموعة من النصائح لأبنائه وأحفاده، من خلال جملة يدعوهم فيها بأن يبذلوا قصار جهدهم ليحافظوا على طيبتهم، وأن لا يعتمدوا الأحكام المسبقة، فبعض الأمور نتعلمها من الجهلاء أيضا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)