الجزائر

طاڤ على من طاڤ!!



بدعة قديمة ما يزال أصحاب المحلات التجارية يتوارثونها (تاجرا عن تاجر)، دون أن يجدوا من يكفّ أيديهم عنها، فقد تعوّدوا على (احتكار) الأرصفة واحتلالها، من أجل تحويلها إلى امتدادات ل (الحوانيت)، وكثيرا ما يصطنعون لها سياجات بلاستيكية، تفرض على المشاة مزاحمة السيارات في الطّريق..وقد يُصاب صاحب الحانوت ببعض (الرّحمة) في قلبه، فلا يبالغ في احتكار الرّصيف، ولكنه – في هذه الحال – يكتفي بوضع ركام من الكراسي القديمة أو الصّناديق البالية قبالة حانوته، فإن توسّم في نفسه بأنّه من أهل الذّوق، واقتنع بأنّه «يجبُ» أن يكون (اظْرِيفْ ومَعْنَاوِي بالعاصمي الفصيح)، فإنّه يستعمل عددا من أصص النباتات، كي يقطع حبل الأمل في قلوب جميع من يتلهّفون للحصول على مكان يصلح لركن السّيارة..
واقتضت العادة أن لا تتوقّف (حكاية الأرصفة) عند التّجار؛ لأنّ كثيرا من أصحاب السيارات يحسّون في أنفسهم بأنّهم (ظرفاء ومعْنَاويُّون) هم الآخرون، وغالبا ما يأتي ذاك الذي أوتي بسطة (في الجسم فقط)، فيتوقّف أمام الرّكام المانع للرّكن، ويركله ركلا إلى أن يفسح لسيارته المكان، وهنا، يتدخّل التاجر، غير أنّ طبيعة التّدخل تقتضي «موازنة البسطة» (في الجسم وحده طبعا)، فإن قدّر التاجر أنّ (المعتدي) فونداميّ (نسبة إلى فوندام)، فإنّه يبتلع (الحڤرة!!) ويسكت على مضض، ولكنّه إن أحسّ بالقدرة على (الدغدغة والمرمغة)، فإنّه يرغي ويزبد، ويهجم هجوم الأبطال ساعة النزال..فلا ترى إلا اللّكمات تتلاطم، والدّماغات تتصادم..وزغردي يا انشراح..
ولا حاجة - في هذا المقام - للبحث عن ظالم ومظلوم؛ ذلك أن (الحكاية) تتكرّر يوميا حتى إنّنا صرنا نخشى أن تتحوّل إلى محور في المنهاج الدّراسي، وليس من سبيل إلى الخلاص منها سوى إقناع الجميع بأنّنا لا نعيش في غابة «طاڤ على من طاڤ»..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)