الجزائر

طائف من الشيطان



يروى لنا كتاب روضة المحبين ونزهة المشتاقين للإمام ابن قيم الجوزية عن يحيى بن أيوب قال: كان بالمدينة فتى يعُجب عمر بن الخطاب رضى الله عنه شأنه فانصرف ليلة من صلاة العشاء فتمثلت له امرأة بين يديه فعرّضت له بنفسها ففتن بها ومضت فاتبعها حتى وقف على بابها فأبصر وجلى عن قلبه وحضرته هذه الآية: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (سورة الأعراف: الآية 201) فخر مغشيًا عليه فنظرت إليه المرأة فإذا هو كالميت فلم تزل هى وجارية لها يتعاونان عليه حتى ألقياه على باب داره فخرج أبوه فرآه ملقيًا على باب الدار لما به فحمله وأدخله فأفاق فسأله: ما أصابك يا بنى؟ فلم يخبره فلم يزل به حتى أخبره فلما تلا الآية شهق شهقة فخرجت نفسه فبلغ عمر رضى الله عنه قصته فقال: ألا آذنتمونى بموته؟ فذهب حتى وقف على قبره فنادى: يا فلان {ولمن خاف مقام ربه جنتان} (سورة الرحمن: الآية 46) فسمع صوتًا من داخل القبر: قد أعطانى ربى يا عمر.وقد ذكر الحسن هذه القصة عن عمر رضى الله عنه على وجه آخر قال: كان شاب على عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه ملازمًا للمسجد والعبادة فهوته جارية فحدث نفسه بها ثم إنه تذكر وأبصر فشهق شهقة فغشى عليه منها فجاء عم له فحمله على بيته فلم أفاق قال: يا عم انطلق على عمر فأقرئه منى السلام وقل له: ما جزاء من خاف مقام ربه؟ فأخبر عمر فأتاه وقد مات فقال: لك جنتان.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)