ضمانات الحقّ في الرّعاية الصحيّة بين الشّريعة والقانون

للصّحة ارتباط وثيقٌ بالحياة، وأهمية حمايتها لا يماري فيها أحد، كونها من جملة مقوّمات الحياة، والمحافظة عليها وحمايتها تدخل في دائرة حقوق الإنسان؛ لاتصالها بأهمّ هذه الحقوق وهو الحقّ في الحياة، فحماية هذا الحقّ شرطٌ لازمٌ لحماية حقّ الإنسان في الحياة، وترسيخاً لهذا المبدأ حرصت كلّ من الشّريعة الإسلامية والقوانين الوضعية على إيجاد ضمانات كفيلة بتوفير بيئة صحّية سليمة، ونظراً لما يتعرّض له هذا الحقّ من انتهاكات خطيرة لسيما مع التّطور المذهل؛ وما أفرزه من أخطار واسعة على صحّة الإنسان الجسديّة والبيئيّة نتيجة الغازات السامّة، والأسلحة البيولوجية، وما أصبحت تهدف إليه المصانع والمؤسسات من تحقيق للرّبح ولو على حساب صحّة الإنسان؛ الأمر الذي جعل الاهتمام بهذا الجانب يأخذ حيزاً كبيرا لدى دول العالم بحثاً عن ضمانات تكفل حمايته وصونه . وتجسّد اهتمام الشّريعة الإسلامية والقانون الوضعي في توفير الضمانات الكفيلة لحماية هذا الحقّ من خلال البعد الوقائي للحفاظ على الصحّة قبل وقوع المرض، والبعد العلاجي من خلال توفير مصادر العلاج.