يتكبد الاقتصاد الوطني يوميا خسائر مالية فادحة بسبب موت ضمائر بعض المواطنين الذي اتخذوا من السرقة و القرصنة و الاحتيال و الاختلاس فلسفة حياة بل ما زاد الطين بلة أن هؤلاء لا يجدون أي حرج أو غضاضة في الكشف عما يفعلونه و يشرعون لجرمهم بعبارات ما أنزل الله بها من سلطان فتجد الواحد منهم يربط بيته بالكخرباء بطريقة غير قانونية و لا يعتبر ذلك سرقة بما أنه ملك للدولة التي لم يأخذ منها هو شيئا بخلاف الحيتان الكبيرة كما يقول هو و آخر قد شاب رأسه شيبا و مع ذلك يتسلل إلى عربة الترام بدون تذكرة و قلبه ينبض خوفا من أن يمسك به أعوان المراقبة و في حال اكتشاف أمره يلبس ثوب الضحية و أنه مسكين فقير ليس في جيبه 40 دينار ثمن التذكرة .و إن تنقلنا إلى قطاعات أخرى فإن مصائبها تشيب لها رؤوس الولدان و ريش الغربان كحال من أنعمت عليهم الدولة بسكنات اجتماعية تحفظ كرامتهم الإنسانية و مكانتهم الاجتماعية إلا أنهم كفروا بتلك النعمة فتجدهم يبيعون تلك الشقق و يعودون لحياة القصدير ليسجلوا أنفسهم من جديد و حين تشطب أسماؤهم من قوائم المستفيدين يذرفون الدموع و يقطعون الطرقات و يهددون بالانتحار الجماعي .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/05/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م قولال
المصدر : www.eldjoumhouria.dz