الجزائر

ضغط عمل كبير على أعوان "ناتكوم" في رمضان 3 خرجات في 24 ساعة ولا حياة لمن تنادي



يزداد ضغط العمل خلال رمضان على عمال مؤسسة النظافة والتطهير “ناتكوم”، فرغم تسطير برنامج عمل خاص طيلة شهر الصيام بتعزيز عدد شاحنات رفع القمامة وحتى دعم عدد العمال، إلا أن الحلم بمدينة نظيفة خالية من القمامة والأوساخ يبدو أنه ما يزال بعيدا، حسب قول عامل من وحدة “ناتكوم” لسيدي أمحمد، والمسؤولية في المقام الأول تلقى على المواطن الذي لا يحترم مواعيد وأماكن رمي القمامة.وقد اعترف السيد إسماعيل نايت شعبان رئيس وحدة “ناتكوم” لسيدي أمحمد رفقة عدد من عمال المصلحة، بوجود ضغط عمل كبير خلال رمضان، بفعل ازدياد نسبة القمامة التي تصل إلى 30 % مقارنة بباقي أشهر السنة، وهذا بالدائرة الإدارية لسيدي محمد لوحدها. وكشف في حديث مع “المساء”، أنه تم مقابل ذلك وضع برنامج عمل خاص برمضان 20 يوما قبل استقباله، يتضمن دعم الوسائل المادية والبشرية للوحدات قصد تغطية شاملة لرفع وإزالة القمامة خلال رمضان وكنس الطرقات، وكذا الاهتمام بنظافة محيط المساجد، الأسواق، الأماكن العمومية والساحات التي تستقطب السهرات الرمضانية والشوارع الكبرى التي تستقطب تجوال الناس في الليالي الرمضانية ببلديات سيدي محمد، الجزائر الوسطى، المرادية والمدنية. يصل عدد أعوان التنظيف إلى 400 عون يبدؤون عملهم على العاشرة بعد الإفطار، يضاف لهم حوالي 350 عامل كنس، علما أن جولة العمل كانت مسبقا تتم في ساعة واحدة، وهي تصل اليوم إلى 3 ساعات لقطاع واحد، إضافة إلى تسجيل خرجتين اثنتين خلال الأيام العادية و3 خرجات كاملة يوميا في رمضان.
عمل أعوان التنظيف يبدأ على العاشرة ليلا ويستمر إلى السادسة صباحا، وهناك فرقة أخرى ترفع القمامة بشاحنة كبيرة، يبدأ عملها عند الرابعة إلى السابعة صباحا، خاصة بالمحاور الكبرى أو الشوارع الرئيسية، إضافة إلى فرقة عمل تشرع في عملها من السادسة صباحا إلى الواحدة بعد الظهر، وهناك أيضا فرقة عمل أخرى خاصة بالأسواق تبدأ عملها في منتصف النهار وتفرغ منه بالانتهاء الكلي من رفع “الزبالة” التي يخلفها التجار في الأسواق.
ويستنتج من خلال الحديث أن المسؤولية الأولى والأخيرة يتحملها المواطن الذي لا يحترم مواقيت وأماكن رمي القمامة، كما أنه لا يتم التفريق بين أنواع القمامة فترمى مواد صيدلانية، زجاج، مسامير وغيرها في الحاويات المخصصة ل”الزبالة”، وهو ما يسفر عن تسجيل حوادث عمل كثيرة.
يؤكد السيد رشيد زعروري رئيس فرقة التدخل السريع في الحظيرة المركزية ل«ناتكوم”، أنه تم مؤخرا إحصاء ملفات ل 12 عون نظافة أصيبوا بحوادث عمل، أغلبها بسبب غرز الإبر التي ترمى عشوائيا، إضافة إلى جروح بسبب الزجاج والمسامير، مع إصابات في العمود الفقري وآلام في الظهر بسبب ثقل الحاويات التي ترمى فيها الحجارة وبعض مواد البناء الأخرى.
وفي سياق الحديث عن سير العمل الرمضاني لأعوان “ناتكوم”، قال عون النظافة مداحي عياشي؛ إن أكثر شيء يزعج العون، الرمي العشوائي للقمامة دون وضعها في الحاوية المخصصة لها، “فكثيرا ما نجد أكياس “زبالة” أمام مداخل العمارات أو حتى معلقة على الأشجار، مما يزيد من ضغط العمل علينا، بحيث نستغرق وقتا إضافيا لجمع تلك الأكياس الملقاة أرضا أو المعلقة، هذا ناهيك عن ظاهرة أكثر اشمئزازا تتمثل في رمي الخبز داخل الحاويات وأحيانا في كيس القمامة نفسه، إلى جانب النفايات المنزلية الأخرى”، يقول مداحي، ويردف رشيد من جهته بقوله؛ “ظاهرة رمي الخبز نفوض فيها أمرنا لله، لأنها تزداد استفحالا دون أدنى شعور بالمسؤولية، ففي كل خرجة ميدانية نرفع 4 أكياس “زبالة” من النوع الكبير لمادة الخبز في الأيام العادية، تتضاعف إلى 7 أكياس خلال رمضان، خاصة ليلا، والأمر الملفت للانتباه أن الخبز المرمى صالح للاستهلاك بكل أنواعه”. ويضيف المتحدث بكثير من الأسف؛ “صدقوني، لقد وجدنا قبيل أربعة أيام مصحفا مرمى في الحاوية كتابين في الشريعة؛ أحدهما في فقه السيرة النبوية والثاني حول الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه! وهو ما يفسر استهتار بعض المواطنين الذين كثيرا ما يقذفوننا بصفات بشعة ويشتموننا، ونحن نعمل على تأمين محيط نظيف لهم في غياب تام لروح المسؤولية والحس الحضاري”!
وعن العمل التحسيسي، يشير السيد نايت شعبان إلى أن إدارة “ناتكوم” قامت قبل أسبوع من استقبال رمضان بنسخ ملصقات توعوية حول نظافة الأحياء وأهمية احترام مواقيت رمي القمامة، تحمل صورا مصغرة عن أحياء في محيط الدائرة الإدارية لسيدي محمد وقد غزتها الأوساخ والقمامة، مع شعارات منادية بنظافة المحيط، وتم إلصاق المئات منها في الأحياء، لكن بقيت الأمور على شاكلتها، إضافة إلى حملة “ناتكوم” لتوزيع مئات المطويات خلال 2012 على سكان العمارات والمواطنين عموما، للتحسيس دائما بأهمية احترام مواعيد وأماكن رمي القمامة ولكن.. لا حياة لمن تنادي، مثلما يقول المثل!
جدير بالذكر أن برنامج عمل “ناتكوم” الرمضاني يستمر إلى ما بعد عيد الفطر مباشرة، ثم ترجع الأمور إلى نصابها ويستمر العمل حفاظا على نظافة المحيط، ولكن بوتيرة عمل أقل ضغطا منه خلال أيام رمضان.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)