تعيش الزوايا وأضرحة الأولياء الصالحين حالة يصعب الحكم عليها نتيجة التسيب والإهمال واللامبالاة، وانعدام الرعاية في هذه الأماكن المقدسة التي تبقى في حاجة ماسة إلى التفاتة السلطات العمومية بالولاية وتأهيلها وترميمها. ضريح سيدي بوبطانة، الواقع بوسط مدينة تبسة، أحد أعلام الولاية الذي استطاع في عهد ما أن يجمع بين العلم والتعلم، مدرسته تتلمذ بها المئات من أبناء المدينة حيث كانت قبلة وشعاعا علميا وقرآنيا هاما، ويشهد على ذلك بعض التلاميذ المولودون خلال الأربعينيات وحتى الخمسينيات.
وأصبح هذا الضريح يئن تحت ثرى البناية التي تهدمت وأصبحت مكانا مفضلا لجمع القمامات ورمي زجاجات الخمر وأكوام الأتربة، يستغيث تحت الثرى ينادي لإنقاذه وفك طلاسم إهماله وجهله وتناسيه. زاوية سيدي عبد الرحمان لا تبعد مأساتها عن الزاوية الأولى حيث أصبحت على وشك الانهيار والتلف، ليتقاسم معه سيدي خريف الآلام، حيث يتوقع الكثير أن تحول زاويته إلى بنايات والاستيلاء على مساحة ترابه بعد أن طوقته البنايات وكبلته الأرصفة، إلا أن أطلاله تبقى شاهدة على مآثره وتستغيث لمناجاته وفكه من مخالب الإهمال والتسيب، رغم أنه أحسن حالا إلا أن جدرانه بدأت تبرز علامات التصدع والتشققات.. هو حال المسجد العتيق المتواجد في قلب عاصمة الولاية تبسة، والذي يعد أحد المآثر والمعالم التاريخية الهامة في الولاية. أما زاوية سيدي محمد الشريف التي توقفت أشغال ترميمها لأسباب تبقى خفاياها عند الجهات المختصة، فبات محيطها مكانا مفضلا للإجرام والدعارة والخمارين ومروجي المخدرات، مستغلين موقعه المحاذي لأكبر الأودية ومدخل جبال ومرتفعات الولاية المميز بكثافة أشجاره.
وأمام هذه الصور المأساوية لأعلام وعلماء وأضرحة هذه الزوايا والمعالم، يُنتظر ترميمها وتأهيلها احتراما لمكانة العلم والعلماء والمقومات الإسلامية، ووضعها في المكانة اللائقة وإخراجها من بوتقة الفساد والإهمال والتلاعب والعبث والمحافظة على هذه المعالم والمآثر الحضارية التاريخية بالولاية.
صـالح زمــال
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/02/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com