ضحايا التعسف الإداري!؟ الجدير بالذكر

اطلعت بكثير من الإعجاب والتألم في آن واحد على الموضوع الذي نشر للدكتور الصديق أحمد عظيمي، على صفحات جريدة الشروق اليومي، تحت عنوان "شاهد على اغتيال لخضر بلعز... هكذا يجهز الفساد على الإطارات الوطنية"..
إعجاب بإخلاص الدكتور عظيمي ووفائه لواحد من أصدقائه وزملائه وإثارته لموضوع حساس كهذا، وتألم من المآل السيء والمصير المظلم لكثير من الإطارات الجزائرية المخلصة الكفأة التي ترفض المساومة والابتزاز ولا تنحني للضغوطات مهما كان مصدرها... إطارات لما كلفت بمهام تنفيذية سامية حاولت أن تحكم ضميرها في عملها وتسخر كل إمكانياتها الفكرية والبدنية من أجل خدمة الجزائر من موقعها وتحاول قدر المستطاع سد الطريق أمام المنتفعين، الانتهازيين والوصوليين ولكنها في الأخير تجد نفسها ضحية هؤلاء بفبركة قضايا فساد وتشويه سمعتها أمام الرأي العام وتوقيفها وإنهاء مهامها وحبسها... وإذا كان المرحوم لخضر بلعز قد وجد شخصية نافذة في الدولة جنبته السجن، فهناك غيره من الإطارات الذين زج بهم في غيابه السجون وهناك من مات بداء السكري أو ضغط الدم من فرط الصدمة التي لحقتهم، إذ أنه من الصعب تحمل الموقف على شخص كان ينتظر أن تكافئه الدولة نظير اجتهاده وتفانيه ومقابل إخلاصه في عمله ونزاهته في أداء مهامه.
وقد رأينا كيف أن حملة الأيادي النظيفة (أخذت في طريقها) النطيحة والمتردية وما أكل السبع ولكن السليمة والمنزهة من العيوب أيضا وشاهدنا كيف أن كثيرا ممكن كانت لديهم (مظلات) سلموا رغم أن ملفاتهم وسير عملهم ليست أنظف من غيرهم، ولاحظنا وقتها التشويه الذي لحق بكل إطاراتنا وعلى مختلف المستويات وفي جميع القطاعات... عزاؤنا في الأخير أن التعسف الإداري ونكران الجميل هذا تبعه وعي وإدراك من طرف رجال العدالة -الذين لم يسلموا من مثل هذه الممارسات- بأن قضايا من هذا القبيل تحتاج إلى تعمق وتريث كبيرين وحذر شديد بعيدا عن أي إملاء أو ضغط...
رحم الله جميع ضحايا التعسف والمكائد الإدارية وحفظ الله إطاراتنا الكفأة من كل المطبات والفخاخ وجنبها شر كل الماكرين...