كلفت فرنسا أحد ضباط مخابراتها بالتفاوض مع قادة تنظيم القاعدة في الصحراء، بهدف الإفراج عن الرعايا الفرنسيين المختطفين من موقع استخراج اليورانيوم بالنيجر، منذ سبتمبر .2010 والمثير في القضية، أن معلومات عن المفاوض تكشف بأنه اقترح على القاعدة المغاربية السعي لإيصال فديات إليها.
نشرت مجلة باري ماتش الفرنسية، في عددها الصادر أمس، تفاصيل عن مساع تجريها الحكومة الفرنسية بهدف إطلاق سراح عمال شركتي أريفا و ساتوم المحتجزين لدى تنظيم القاعدة في مالي. ويتضح من التحقيق الذي أجرته المجلة أن عدة أشخاص يعرفون الصحراء والجماعات الإرهابية النشطة بها، أطلقوا مساعي لإيجاد قنوات اتصال مع الخاطفين. وكان ذلك بطلب من أعلى السلطات الفرنسية بالنسبة للبعض، ومن رئيس مالي، أمادو توماني توري، بالنسبة لآخرين. غير أن أكثـرهم نفوذا كان شخصا يعمل لصالح المخابرات الفرنسية معروفا باسم المهندس ، سبق أن مارس مهام بـ المديرية العام للأمن الخارجي ، فرع المخابرات الفرنسية المتخصص في الجوسسة المضادة. وتحول المهندس في ظرف قصير إلى مبعوث باريس إلى القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي .
ويدير المهندس شركة محلية في النيجر، تشرف على تأمين وحماية مشاريع الأشغال العمومية التي تتبع لـ ساتوم ، فرع مجموعة فينسي الفرنسية. ويشاع أنه أدى مهام في بيرمانيا وكوسوفو لصالح المخابرات الفرنسية، وهو فوق ذلك ضابط برتبة مقدم في جيش التشاد، ومؤطر رجال الأمن الرئاسي بالبلد، بحسب إفادة باري ماتش التي قالت إنه رجل ثقة رئيس التشاد، إدريس ديبي.
وتقول المجلة إن محاولات باريس زرعه في شبكات التفاوض مع الخاطفين فشلت، وأن المهندس غادر رسميا المخابرات وأصبح يشتغل لحسابه الخاص، وشوهد، حسبها، بجنب رئيس إفريقيا الوسطى وفي كوت ديفوار أيضا. وانطلاقا من وضعه الجديد، اقترح على السلطات الفرنسية مخططا لتحرير رهائن أريفا و ساتوم ، وافقت باريس عليه. وورد في التحقيق أن المهندس كان يرتدي عدة قبعات في وقت واحد. فقد اقترح على مسؤولي أريفا تأمين منجم اليورانيوم في إيمورارن بفضل مسلحين توارف، رغم أن الموقع محروس من قبل الجيش النيجري وشركة حراسة فرنسية. وفي الوقت نفسه، كان يجري اتصالاته بالخاطفين تحت مراقبة توماني توري الذي اكتشف، حسب الصحيفة، أن رئيس مخابراته يريد مبلغا من الفدية.
وجاء في التحقيق أن مسؤولا من أريفا ، ينتمي إلى التوارف، أوفدته الحكومة الجديدة في النيجر إلى مختار بلمختار في 29 جويلية الماضي. وقد التقى المبعوث أبو العباس ، على بعد 70 كيلومترا من تومبوكتو. كان الأمير الإرهابي جالسا تحت شجرة محاطا بـ20 مقاتلا، عندما التقاه المبعوث الترفي الذي أبلغه بأن النيجر وبوركينا فاسو تطلبان منه الابتعاد عن ترابيهما بخصوص نشاط خطف الرعايا الغربيين. ووافق بلمختار، حسب المجلة، على ذلك من حيث المبدأ. وتم الاتفاق على أن يلتقي بوفد رسمي من البلدين. وأكثـر ما يثير في اللقاء الذي جمع بلمختار بموفد حكومة النيجر، حديث أبي العباس عن فرنسي يكنى المهندس ، قال عنه إنه منخرط في مسار المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن. ونقل عن المبعوث الترفي قوله لبلمختار: إن هذا الفرنسي أسس شركة أمنية في مالي، وقد درج على تقديم اقتراحات للقاعدة بهدف العمل معها.. إنه يقترح أيضا أن يكون وسيطا لديها للبحث عن أموال .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: حميد يس
المصدر : www.elkhabar.com