لم يعان الأندلسيون ما عانوه من أنواع الاضطهاد إلا لأنهم كانوا مسلمين، ولم يتجرعوا ما تجرعوه من ألوان العذاب إلا لأنهم رفضوا التخلي عن إسلامهم. ولذلك لا نعجب إذا رأينا شعراءهم يهتمون بتصوير المقدسات الإسلامية، ويحرصون على إبراز ما لحقها من تشويه وذل وهوان. وهم لم يفعلوا ذلك لتخليد مآسيهم فقط، وإنما فعلوه بقصد تحريك ضمائر المسلمين وإشعارهم بمسؤوليتهم عما يقع للإسلام والمسلمين في الأندلس، لعلهم يمتعضون لحالهم ويهبون لتخليصهم من محنتهم. وقد لاحظنا من خلال تتبعنا للشعراء، وهم يتحدثون عن محنة الإسلام في الأندلس، أنهم قد تناولوه من زاويتين متكاملتين؛ فنظروا إليه من حيث هو عقيدة وفكرة مجردة، كما نظروا إليه مجسدا في مقدساته من معالم حضارية وشعائر دينية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/05/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - الربعي بن سلامة
المصدر : الإحياء Volume 1, Numéro 1, Pages 190-202 1998-12-01