صورة الأم أمينة في ثلاثية نجيب محفوظ الرَوائيَة بين القصرين - قصر الشَوق – السَكرية

تحتوي ثُلاثية نجيب محفوظ على عدد معتبر ومتنوع من النَساء، فمنهن المرأة النَمطية الخَضُوع ومنهنَ المرأة الانتقالية المُتحررة ، ومنهنَ المُطربة، والمُبتذلة، والخادمة ؛ فقد أوردت الرَواية ما يزيد عن عشرين اسمًا من النَساء غيرأنّ الشّخصية المحورية في الثّلاثية هي أمينة ، فمثلما يدور الحديث عن السّيد أحمد عبد الجواد بالنسبة للشخصيات الذّكورية،تُمثل أمينة الشخصية النسائية الأساسية في الرواية وكلاهما يُمثل جيل الآباء الذي يخلفه جيل الأبناء، ثم الأحفاد ، وأمينة في الرّواية يُمكن اعتبارها أُنْموذجا للزوجة الأم في الطبقة الوسطى ، فهي في الرّواية الأصل الذي سيحدث بعده تطور في جيل الأبناء والأحفاد، ولكنه تطور وإضافة عن الأصل الذي تُمثله أمينة بصفاتها وأخلاقها. وسنتتبع وصف هذه الشخصية كما وردتْ في الرّواية من جوانب مختلفة مما يمكّننا من معرفة صورة المرأة بصفة عامة، ويُعطينا ضوءا عن المجتمع المصري في مابين الحربين العالميتين .وبالرغم من صعوبة الفصل بين المرأة والرجل ، إلا أننا سنأخذ أمينة كنموذج لنمط فكري معين يمثل منظومة ثقافية قائمة تحاول الدفاع عن نفسها في عالم متغير ، فتخترقها التغيرات عبر الزمن ، وتحدث حركية تصورها الثلاثية.