الجزائر

صور للشهداء، نشيد قسما ودموع الرجال تذرف في المسيرات



عمّت، صور شهداء نوفمبر الساحات والشوارع في مسيرات الجمعة، ورفرف العلم الوطني عاليا مدويا بنشيد قسما ، الذي تقشعرّ له الأبدان لسماعه وتذرف دموع الرجال في المسيرات بسببه، ... أناشيد وطنية، صور للشهداء كلها كانت حبيسة الأدراج أو محتكرة من طرف الأعياد الوطنية ... صور أراد الشباب من خلالها التصالح مع نفسة ثم مع التاريخ المجيد للجزائر.لقد خلق الحراك الشعبي السلمي الذي يتواصل في الجزائر منذ 22 فيفري الماضي مصالحة حقيقية بين الشعب والتاريخ، صور تقشعرّ لها الأبدان للسلام الوطني يردّد من طرف الآلاف من الجزائريين في وقت واحد، صور لشهداء الثورة التحريرية من ضحّوا بالأمس لتحيا الجزائر حرّة ديمقراطية تعود للواجهة في مسيرات السلم، صور عهدناها في الكتب التاريخية وفي الاحتفالات الرسمية المخلدة للثورة أو لأحد تواريخها أو أحداثها، ليقرّر الشعب نفض الغبار على رموز الثورة والتذكير بهم كرمزية قويّة لكون الجزائر التي ولدت بالأمس عميروش وسي الحواس والعربي بن مهيدي وحسيبة بن بوعلي ... وآخرون ولدت اليوم رجالا ونساء استطاعوا تحرير الجزائر والتغيير نحو الأفضل.
لا تخلو أية مسيرة من مسيرات الجزائر العميقة من صور لشهداء الثورة التحريرية، أو لصور أخرى يذرف فيها الرجال دموعا لسماعهم النشيد الوطني، بالأمس القريب كان الشاب الجزائري لكي لا نقول لا يبالي، تناسى الثورة العظيمة والرجال العظماء الذين ضحّوا بالنفيس لتحيا الجزائر حرة مستقلة، وعندما تتحدث معهم تلمس نوع من اللامبالاة ونوعا من الهروب من التاريخ، حتى أن الكثير منهم لا يعرف تاريخ الجزائر ولا يحفظه، نفس الشاب تجده اليوم في مسيرات الجمعة رافعا الراية الوطنية، يذرف الدموع لسماع النشيد الوطني "قسما" ويرفع صور لشهداء نوفمبر، شباب يبحث عن هويته وعن تاريخه ويحاول التصالح مع نفسه قبل كل شيء.
الشباب الذي كان بالأمس يرفع الراية المخلدة لناديه الكروي، اليوم تناسى الملاعب والتحق بركب مسيرات الجمعة، للتغيير والمصالحة مع الذات ومع التاريخ الذي سيشهد يوما بأن شباب الجزائر في 2019 تحرّروا واستقلوا واستطاعوا فرض منطقهم بتغيير الحكم ومحاسبة كل من سوّلت له نفسه التلاعب بالمال العام، هو استقلال لم يكتمل بعد لنترك تفاصيل نهايته تنسجها الجمعات المقبلة، استقلال من نوع آخر استطاع فيه الشعب الجزائري التصالح مع تاريخه من خلال التذكير بمآثرهم وتعليق صور شهداء الثورة المظفرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)